حسن ظنك به لمن حسن بلاؤك عنده ، وإن أحق من ساء ظنك لمن ساء بلاؤك عنده ) [1] . عهد الأشتر ولم كل هذا ؟ لان الحكم إنما أقيم لصالح الشعب ، ولذلك فيجب أن يرعى مصالح الشعب ، ويجب أن يستلهم في أعماله حاجات هذا الشعب . أما هذه الطبقة ، طبقة الخاصة والنبلاء ، التي تحسب أن كل شئ مسخر لها وما عليها إلا أن تدعو فتجاب وتأمر فتطاع ، هذه الطبقة ليس لها في حكومة الامام امتيازات ، فهي وسائر الناس سواء ، وعلى الحاكم ، حين تتعدى حدودها وتطلب ما ليس لها ، أن يردها إلى قصد السبيل . قال عليه السلام : ( أنصف الله وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك [2] ، فإنك إلا تفعل تظلم ، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ، ومن خاصمه الله أدحض حجته [3] وكان لله حربا حتى ينزع [4] أو يتوب ،
[1] البلاء ، هنا ، الصنع مطلقا ، حسنا كان أو سيئا . أي ان من صنعت معه صنيعا حسنا يكون موضعا لحسن ظنك به . ومن صنعت معه صنيعا سيئا يكون موضعا لسوء ظنك به . [2] من لك فيه هوى : تميل إليه أكثر من غيره من الناس . [3] أدحض حجته : أبطل حجته . [4] ينزع : يكف عن ظلمه .