responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 114


وبعد أن بين أن الله ابتلى خلقه بهذا لينفي عنهم التكبر والخيلاء ، وبعد أن أمرهم أن يعتبروا بما صار إليه إبليس حين تكبر ، قال :
( فاحذروا عباد الله أن يعديكم بدائه ، وأن يستفزكم بندائه ، وأن يجلب عليكم بخيله ورجله [1] ، فلعمري لقد فوق لكم سهم الوعيد [2] ، وأغرق لكم بالنزع الشديد [3] ، ورماكم من مكان قريب ، وقال : ( رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) [4] قذفا بغيب بعيد ، ورجما بظن غير مصيب ، صدقه أبناء الحمية وإخوان العصبية ، وفرسان الكبر والجاهلية ، حتى إذا انقادت له الجامحة منكم [5] ، واستحكمت الطماعية منه فيكم ، فنجمت الحال من السر الخفي إلى الأمر الجلي [6] ، استفحل سلطانه



[1] أجلب بخيله ، يعني استعان بفرسانه . وأجلب برجله ، يعني استعان بمشاته .
[2] فوق السهم : أعده للرمي .
[3] أغرق بالنزع : شد وتر قوسه إلى أقصاه ليصيب الهدف إصابة مهلكة .
[4] سورة الحجر ، آية 39 .
[5] الجامحة : من جمح الفرس ، إذا فر وشرد ، يريد الامام بذلك من عصاه من أصحابه الذين تأثروا بالروح القبلية .
[6] نجم : ظهر ، يريد أن العصبية القبلية كانت في أول الأمر مجرد فكرة ، ولكنها بعد أن أثر الشيطان أثره ، تحولت العصبية من مجرد فكرة خفية إلى حقيقية خارجية ظاهرة جلية .

114

نام کتاب : دراسات في نهج البلاغة نویسنده : الشيخ محمد مهدي شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست