نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 81
ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة من قبل ، وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون " . فالآية المذكورة تنص بصراحة إلى أن بين صفوف الصحابة في المدينة وغيرها جماعة كانوا يسرون الغدر والنفاق ، ويتربصون الظروف والمناسبات للفتك بالمسلمين وايقاع الفتنة بهم ، وتضيف الآية إلى ذلك " ان هؤلاء حتى لو خرجوا معك الجهاد ، لا تستفيدون من خروجهم شيئا يعود عليكم بالخير ، لأنهم يبيتون الفتنة والشر لكم وتنص الآية بالإضافة إلى ما ذكرنا ، على أن لهم أنصارا بين الذين خرجوا معك يتجسسون عليكم وينقلون إليهم أسراركم " وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين " ، ويستفاد من مجموع ذلك أن النفاق كان متفشيا بين الصحابة والتنظيم السري ، كان يشمل مجموعة ممن تظاهروا بالاسلام واشتركوا في غزوات الرسول ضد المشركين ، وان الغاية منه كانت تستهدف القضاء على الاسلام والرجوع إلى تاليه الأصنام والأوثان ، ولولا أن الله سبحانه قد أحاط تلك الدعوة المباركة بعنايته ، وحفظها من مكرهم ودسائسهم وأظهرهم على واقعهم ، لولا ذلك كان من الميسور عليهم القضاء عليها بين عشية وضحاها . ولا أحسب ان المتتبع لنصوص القرآن يتردد في هذه الحقيقة . قال تعالى : " ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا ، وان جهنم لمحيطة بالكافرين ، ان تصبك حسنة تسؤهم ، وان تصبك سيئة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ، ويتولوا وهم فرحون " . وجاء في تفسير قوله الا في الفتنة سقطوا . انهم وقعوا في العصيان والكفر بمخالفتهم لك ، وتخلفهم عن الجهاد معك . وقال مخاطبا لهم : " قل انفقوا ضوعا أو كرها لن يقبل منكم انكم دراسات - 6
81
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 81