responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 22


ذلك من المرويات الكثيرة التي تؤكد أن الخليفة لم يعتمد على الرسول في منعه عن التدوين ، وانه قد تفرد بهذا التصرف حرصا على كتاب الله ، ولكن الرواية التي تنص على أنه قد انتهر أبي بن كعب لما حدث عن بيت المقدس ، وقوله فيها : اني كرهت ان يكون الحديث عن رسول الله ظاهرا ، هذه الرواية تدل على أنه كان حريصا على أن لا ينتشر الحديث عن رسول الله ( ص ) ، مع العلم بان حديث الرسول مكمل للتشريع ، ومبين لمجملات القرآن ومخصص لعموماته ومطلقاته ، وقد تكفل لكثير من النواحي الأخلاقية والاجتماعية والتربوية ، ولو تقصينا الأسباب التي يمكن افتراضها لتلك الرغبة الملحة في بقاء السنة في طي الكتمان لم نجد سببا يخوله هذا التصرف ، ولا نستبعد انه كان يتخوف من اشتهار أحاديث الرسول في فضل علي وأبنائه ( ع ) .
ويؤكد ذلك ما رواه عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه . ان علقمة جاء بكتب من اليمن أو مكة تحتوي على طائفة من الأحاديث في فضل أهل البيت ( ع ) ، فاستأذنا على عبد الله بن مسعود فدخلنا عليه ودفعنا إليه الكتب ، قال : فدعا الجارية ثم دعا بطشت فيه ماء ، فقلنا له : يا أبا عبد الله انظر فيها فان فيها أحاديث حسانا ، فلم يلتفت ، وجعل يميثها في الماء ويقول : نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القران ، القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ، وعبد الله بن مسعود كان منحرفا عن علي ( ع ) ويساير المنحرفين عنه ، كما تؤكد ذلك النصوص التاريخية .
ولو افترضنا ان الخليفة كان حسن النية في هذا الامر ، وانه لم يمنع الا بدافع الحرص على كتاب الله ، فقد كان من نتائجه ، ان اتسع المجال للكذابين والمنحرفين عن المخطط الاسلامي ، والمرتزقة ان يضعوا من الأحاديث ما توحيه إليهم الأهواء والمطامع ، بالإضافة إلى ما ضاع منها

22

نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست