نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 23
بسبب الحروب والغزوات ، التي فتكت بالصحابة بعد وفاة الرسول " ص " . . على أن الذين يحاولون ان يعتذروا عنه ، ويقرون المرويات التي تنص على أنه خاف ان يختلط الحديث بالقرآن ، هؤلاء يسيئون إليه من حيث لا يقصدون ، لأنه لم يكن قصير النظر ولا محدود التفكير ولا جاهلا بأساليب البيان وبلاغة القول ، ويعلم جيدا ان القرآن قد استولى على النفوس وتحكم بمشاعرهم وأحاسيسهم ، وكان له الأثر البالغ في سير الدعوة وانتشارها ، هذا بالإضافة إلى وجود الفوارق الكثيرة بين الأسلوبين التي لا تخفى على أحد منهم . ومع التغاضي عن جميع ذلك ، فقد كان بالامكان لو كانت النوايا طيبة التفرغ إلى جمع الحديث وتدوينه بعد تدوين القرآن الكريم والتثبت من احصائه في مجموعة واحدة بواسطة لجنة مختارة من الامناء المعروفين بالوثاقة والاستقامة ، ولو فعلوا ذلك لقطعوا الطريق على كل أفاك أثيم ، وعلى المرتزقة الذين شوهوا معالم السنة وطمسوا من أضوائها النيرة والصقوا فيها من الموضوعات التي جرت على المسلمين أسوأ أنواع البلاء وفرقتهم شيع أو أحزابا . ومهما كانت الأسباب التي فرضت على الخليفة ان يقف من السنة هذا الموقف ، فالنصوص التاريخية تؤكد بأنه لم يكن موفقا فيه ولم ينجح كل النجاح في هذا التدبير ، فقد ظهرت بعض المدونات الاسلامية في فترات متعاقبة من عصر الصحابة وبعده للشيعة وغيرهم ، ومن ذلك الجامعة التي ألفها علي ( ع ) وقد تناول فيها جميع أبواب الفقه ، وإليها كان يرجع الأئمة ( ع ) في أحكامهم وأقضيتهم في كثير من المناسبات ، كما دون عبد الله بن العباس في الفقه والتفسير وغير ذلك من العلوم ، وجاء
23
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 23