نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 21
عنه ( ص ) فقد توفي والتدوين مباح للجميع ، وامر عبد الله بن عمرو أبن العاص ان يكتب عنه في حالتي الرضا والغضب ، كما يدعون ، انه دون صحيفته المسماة بالصادقة من أقواله وأفعاله مباشرة [1] ومن البعيد ان تخفى هذه النصوص على الخليفة ، وإذا افترضنا بأنه كان على علم بها ، فلماذا منع من التدوين في حين انه لم برد عن الخليفة الأول ما يشير إلى أنه نهى عن ذلك . وجاء في بعض المصادر التي تعرضت لهذا الموضوع انه منعهم عن تدوين الأحاديث حرصا على كتاب الله ، وانه أحرق كتبا كانت لبعض الصحابة لهذه الغاية . فقد روى عنه عروة بن الزبير ، انه أراد ان يكتب السنن ، فاستفتى أصحاب رسول الله ، ( ص ) فأشاروا عليه ان يكتبها فطفق عمر يستخير الله شهرا ، ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال : اني كنت أريد ان اكتب السنن ، واني ذكرت قوما قبلكم كتبوا كتبا فانكبوا عليها وتركوا كتاب الله ، واني والله لا أشوب كتاب الله بشئ . وجاء عنه انه لما حدث أبي بن كعب عن بيت المقدس واخباره انتهره عمر بن الخطاب ، وهم بضربه ، فاستشهد أبي بجماعة من الأنصار ولما شهدوا بأنهم سمعوا الحديث من رسول الله ( ص ) تركه ، فقال له أبي بن كعب : أتتهمني على حديث رسول الله ، فقال يا أبا المنذر : والله ما اتهمتك ، ولكني كرهت ان يكون الحديث عن رسول الله ظاهرا إلى غير
[1] لقد تحدثنا عن هذه الصحيفة المزعومة مفصلا في كتابنا تاريخ الفقه الجعفري ، وأثبتنا بالأرقام انها ليست من أحاديث الرسول ، بل هي من الكتب التي استولى عليها المسلمون في معركة اليرموك ، وكان هو يحدث عن تلك الكتب وينسبها إلى الرسول ( ص ) وقد جمع فيها طائفة من الأحاديث وادعى بأنه اخذها من الرسول .
21
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 21