نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 217
وروى في الكافي في باب صفات الذات عن محمد بن مسلم ان أبا جعفر الباقر ( ع ) قال في تحديد صفاته : انه واحد أحدي المعنى ، ليس بمعان كثيرة مختلفة : قال قلت : جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق انه يسمع بغير الذي يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع ، فقال : كذبوا وألحدوا وشبهوه ، تعالى عن ذلك ، انه سميع بصير يسمع بما يبصر ، ويبصر بما يسمع ، قال قلت : يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه [1] فقال ( ع ) كذبوا إنما يعقل ما كان بصفة المخلوق ، وليس الله كذلك . وروى عن هشام بن الحكم ان الإمام الصادق ( ع ) قال في جواب الزنديق الذي سأله عن الله سبحانه : هو سميع بصير يسمع بغير جارحة ويبصر بغير آلة ، سميع بنفسه ، ويبصر بنفسه ، وليس قولي انه سميع بنفسه انه شئ والنفس شئ آخر ، ولكني أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا وافهاما لك إذ كنت سائلا ، فأقول سميع بكله لا ان كله له بعض ، لان الكل لنا له بعض ، ولكني أردت افهامك ، وليس مرجعي في ذلك كله الا انه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى [2] . وفي بيان المراد من الآية : " الرحمن على العرش استوى " من كتاب
[1] أي من الابصار بآلة البصر اما لأنه جسم مركب من مجموعة اجزاء ومنها آلة البصر . أو لان صفاته غير ذاته كما يدعى الأشاعرة وملخص الجواب . انهم يثبتون لله تعالى ما يعقلونه من صفاتهم . والله منزه عن مشابهتهم . [2] والذي اراده الإمام ( ع ) من ذلك أن الله ليس له نفس وبعض كما هو الحال بالنسبة لمن يسمع ويبصر من مخلوقاته بل جرى في كلامه مع السائل على المألوف في مقام التخاطب بقصد افهام السائل ويعني بذلك انه لا يسمع ويبصر بآلة ترسم الصور في عقله وذهنه . ولو كان كذلك لزم تعدد القديم .
217
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 217