نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 104
فهو من عدول المسلمين ، ومن المجتهدين المأجورين على جميع أعمالهم . ومنهم المئات ممن كانوا يكيدون للاسلام ، ويتعاطون جميع المعاصي والمنكرات على اختلاف أنواعها ، ومن أراد ان يتتبع اخبارهم ويحصي عليهم تصرفاتهم لا يكفيه مجلد خاص في هذا الموضوع . ونحن لا نريد من وراء ذلك انتقاص الصحابة ، وانكار فضلهم ، فان للصحبة شرفها وللعمل الصالح اجره ر وللجهاد فضله ، وإنما الذي أردناه ان الصحبة ليست من أسباب العصمة عن الذنوب ، وان الاسلام قد نظر إلى الانسان من خلال أعماله وتصرفاته ، لا من خلال أمجاده وألقابه وأوصافه ولم يجعل لقرابة الدم والعرق ميزة فضلا عن الألقاب والصفات ، نريد ان نقول لمن يشترطون عدالة الراوي ، وتزكيته بشاهدين عدلين ، ان جلال السنة ومكانتها من التشريع ، واثرها في حفظ الثروة الاسلامية ، كل ذلك يفرض علينا ان نتأكد من صحة الحديث أيا كان الراوي له ، ولا يكفينا ان نتثبت من أحوال الرواة ، حتى إذا انتهينا إلى الصحابي الراوي للحديث ، نقف امامه خاشعين وأجمعين كأنه قرآن منزل من غير أن تتأكد صحته ومن غير أن ننظر إلى متن الرواية نظرة فاحصة واعية ونعرضها على العقل والقرآن وأصول الاسلام . . ان هذا الغلو في تقديس مرويات الصحابة ، قد ادخل على السنة النبوية مجموعة من الخرافات والأحاديث المكذوبة ، لا يزال المسلمون ينظرون إليها نظرة تقديس واحترام لان رواتها من الصحابة ، وهي في واقعها وصمة على السنة ، سلاح بيد أعداء الاسلام للهدم والتخريب ، والتشنيع على المسلمين ومعتقداتهم ومن الغريب المؤسف ان يغالي السنة في الصحبة إلى حد القول : بان يوما واحدا حضره معاوية بن هند مع رسول الله ، خير من عمر بن عبد العزيز وأهل بيته ، مع العلم بان عمر بن عبد العزيز كان من خيرة الحكام في سيرته وسياسته وعدله وزهده .
104
نام کتاب : دراسات في الحديث والمحدثين نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 104