responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 926


الجيران ، على ما بينهم من قرب الجوار ودنوّ الدّار . وكيف يكون بينهم تزاور ، وقد طحنهم بكلكله البلى ، وأكلتهم الجنادل والثّرى وكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه ، وارتهنكم ذلك المضجع ، وضمّكم ذلك المستودع . فكيف بكم لو تناهت بكم الأمور ، وبعثرت القبور * ( هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ ، ورُدُّوا إِلَى الله مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ، وضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ ) * . ( الخطبة 224 ، 428 ) . . . فإنّ الموت هادم لذّاتكم ، ومكدّر شهواتكم ، ومباعد طيّاتكم .
زائر غير محبوب وقرن غير مغلوب ، وواتر غير مطلوب . قد أعلقتكم حبائله ، وتكنّفتكم غوائله ، وأقصدتكم معابله ( جمع معبلة وهي النصل الطويل العريض . وأقصده : رماه بسهم فقتله ) . وعظمت فيكم سطوته . وتتابعت عليكم عدوته ، وقلَّت عنكم نبوته ( هو الخطأ في الرمي ) . فيوشك أن تغشاكم دواجي ظلله ، واحتدام علله . وحنادس غمراته ، وغواشي سكراته . وأليم إزهاقه ، ودجوّ إطباقه ، وجشوبة مذاقه . فكأن قد أتاكم بغتة فأسكت نجيّكم ، وفرّق نديّكم ( أي جماعتكم ) . وعفّى آثاركم ، وعطَّل دياركم .
وبعث ورّاثكم يقتسمون تراثكم ( أي ميراثكم ) بين حميم خاصّ لم ينفع ، وقريب محزون لم يمنع ، وآخر شامت لم يجزع . ( الخطبة 228 ، 431 ) . . . فاحذروا عباد اللَّه الموت وقربه ، وأعدّوا له عدّته . فإنّه يأتي بأمر عظيم وخطب جليل . بخير لا يكون معه شرّ أبدا ، أو شرّ لا يكون معه خير أبدا . فمن أقرب إلى الجنّة من عاملها ومن أقرب إلى النّار من عاملها . وأنتم طرداء الموت . إن أقمتم له أخذكم ، وإن فررتم منه أدرككم ، وهو ألزم لكم من ظلَّكم . الموت معقود بنواصيكم ، والدّنيا تطوى من خلفكم . فاحذروا نارا . . . ( الخطبة 266 ، 465 ) وقال ( ع ) في وصيته لابنه الحسن ( ع ) : فتفهّم يا بنيّ وصيّتي ، واعلم أنّ مالك الموت هو مالك الحياة ، وأنّ الخالق هو المميت ، وأنّ المفني هو المعيد ، وأنّ المبتلي هو المعافي . ( الخطبة 270 ، 2 ، 478 ) وقال ( ع ) : واعلم يا بنيّ . . . أنّك طريد الموت الَّذي لا ينجو منه هاربه ، ولا يفوته طالبه ، ولا بدّ أنّه مدركه . فكن منه على حذر أن يدركك وأنت على حال سيّئة ، قد كنت

926

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 926
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست