responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 923


والَّذي نفس ابن أبي طالب بيده ، لألف ضربة بالسّيف أهون عليّ من ميتة على الفراش ، في غير طاعة اللَّه . ( الخطبة 121 ، 232 ) فإنّه واللَّه الجدّ لا اللَّعب ، والحقّ لا الكذب . وما هو إلَّا الموت ، أسمع داعيه ، وأعجل حاديه . فلا يغرّنّك سواد النّاس من نفسك . فقد رأيت من كان قبلك ممّن جمع المال ، وحذر الإقلال ، وأمن العواقب - طول أمل واستبعاد أجل - كيف نزل به الموت فأزعجه عن وطنه ، وأخذه من مأمنه . محمولا على أعواد المنايا . يتعاطى به الرّجال الرّجال ، حملا على المناكب وإمساكا بالأنامل . ( الخطبة 130 ، 243 ) وقال ( ع ) قبيل وفاته يصور حاله بعد وفاته : ليعظكم هدوّي وخفوت إطراقي وسكون أطرافي ، فإنّه أوعظ للمعتبرين من المنطق البليغ والقول المسموع . ( الخطبة 147 ، 262 ) وبالإيمان يعمر العلم ، وبالعلم يرهب الموت ، وبالموت تختم الدّنيا ، وبالدّنيا تحرز الآخرة . ( الخطبة 154 ، 274 ) يذهب اليوم بما فيه ، ويجيء الغد لاحقا به . فكأنّ كلّ امرئ منكم قد بلغ من الأرض منزل وحدته ، ومخطَّ حفرته : فيا له من بيت وحدة ، ومنزل وحشة ، ومفرد غربة .
وكأنّ الصّيحة قد أتتكم ، والسّاعة قد غشيتكم . وبرزتم لفصل القضاء .
قد زاحت عنكم الأباطيل ، واضمحلَّت عنكم العلل . واستحقّت بكم الحقائق .
وصدرت بكم الأمور مصادرها . فاتّعظوا بالعبر ، واعتبروا بالغير ، وانتفعوا بالنّذر . ( الخطبة 155 ، 278 ) وأوصيكم بذكر الموت وإقلال الغفلة عنه . وكيف غفلتكم عمّا ليس يغفلكم ، وطمعكم فيمن ليس يمهلكم . فكفى واعظا بموتى عاينتموهم . حملوا إلى قبورهم غير راكبين ، وأنزلوا فيها غير نازلين . فكأنّهم لم يكونوا للدّنيا عمّارا ، وكأنّ الآخرة لم تزل لهم دارا . أوحشوا ما كانوا يوطنون ، وأوطنوا ما كانوا يوحشون . واشتغلوا بما فارقوا ، وأضاعوا ما إليه انتقلوا . لا عن قبيح يستطيعون انتقالا ، ولا في حسن يستطيعون ازديادا .
أنسوا بالدّنيا فغرّتهم ، ووثقوا بها فصرعتهم . ( الخطبة 186 ، 348 ) وبادروا الموت وغمراته . وامهدوا له قبل حلوله ، وأعدّوا له قبل نزوله . فإنّ الغاية

923

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 923
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست