responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 917


منزلا خصيبا وجنابا مريعا . فاحتملوا وعثاء ( أي مشقة ) الطَّريق ، وفراق الصّديق .
وخشونة السّفر ، وجشوبة المطعم . ليأتوا سعة دارهم ، ومنزل قرارهم . فليس يجدون لشيء من ذلك ألما ، ولا يرون نفقة فيه مغرما . ولا شيء أحبّ إليهم ممّا قرّبهم من منزلهم ، وأدناهم من محلَّتهم .
ومثل من أغترّ بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا بهم إلى منزل جديب . فليس شيء أكره إليهم ولا أفظع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه إلى ما يهجمون عليه ويصيرون إليه . ( الخطبة 270 ، 2 ، 479 ) واعلم أنّ أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ومشقّة شديدة . وإنّه لا غنى بك فيه عن حسن الارتياد ، وقدر بلاغك من الزّاد مع خفّة الظَّهر . فلا تحملنّ على ظهرك فوق طاقتك ، فيكون ثقل ذلك وبالا عليك . وإذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة ، فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه ، فاغتنمه وحمّله إيّاه ، وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه ، فلعلَّك تطلبه فلا تجده . واغتنم من استقرضك في حال غناك ، ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك .
واعلم أنّ أمامك عقبة كؤودا . المخفّ فيها أحسن حالا من المثقل . والمبطئ عليها أقبح حالا من المسرع . وأنّ مهبطك بها لا محالة إمّا على جنّة أو على نار . فارتد لنفسك قبل نزولك ، ووطَّيء المنزل قبل حلولك . فليس بعد الموت مستعتب ، ولا إلى الدّنيا منصرف . ( الخطبة 270 ، 2 ، 481 ) واعلم يا بنيّ أنّك إنّما خلقت للآخرة لا للدّنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وللموت لا للحياة .
وأنّك في منزل قلعة ( أي لا يدري ساكنه متى ينتقل عنه ) ودار بلغة ( أي تؤخذ منها الكفاية للآخرة ) وطريق إلى الآخرة . وأنّك طريد الموت الَّذي لا ينجو منه هاربه ، ولا يفوته طالبه ، ولا بدّ أنّه مدركه . فكن منه على حذر أن يدركك وأنت على حال سيّئة ، قد كنت تحدّث نفسك منها بالتّوبة ، فيحول بينك وبين ذلك . فإذا أنت قد أهلكت نفسك . ( الخطبة 270 ، 3 ، 483 ) ومن الفساد إضاعة الزّاد ( زاد التقوى ) ومفسدة المعاد . ( الخطبة 270 ، 3 ، 486 )

917

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 917
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست