نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 902
عنّي . أبي تعرّضت أم إليّ تشوّقت لا حان حينك ، هيهات غرّي غيري ، لا حاجة لي فيك . قد طلَّقتك ثلاثا لا رجعة فيها فعيشك قصير ، وخطرك يسير ، وأملك حقير . آه من قلَّة الزّاد ، وطول الطَّريق ، وبعد السّفر ، وعظيم المورد . ( 77 ح ، 577 ) مثل الدّنيا كمثل الحيّة ، ليّن مسّها ، والسّمّ النّاقع في جوفها . يهوي إليها الغرّ الجاهل ، ويحذرها ذو اللَّبّ العاقل . ( 119 ح ، 587 ) وقال ( ع ) وقد سمع رجلا يذمّ الدنيا : أيّها الذّامّ للدّنيا ، المغترّ بغرورها ، المخدوع بأباطيلها أتغترّ بالدّنيا ثمّ تذمّها أنت المتجرّم عليها ، أم هي المتجرّمة عليك متى استهوتك ، أم متى غرّتك أبمصارع آبائك من البلى ، أم بمضاجع أمّهاتك تحت الثّرى كم علَّلت بكفّيك وكم مرّضت بيديك تبغي لهم الشّفاء ، وتستوصف لهم الأطبّاء ، غداة لا يغني عنهم دواؤك ، ولا يجدي عليهم بكاؤك . لم ينفع أحدهم إشفاقك ، ولم تسعف فيه بطلبتك ، ولم تدفع عنه بقوّتك وقد مثّلت لك به الدّنيا نفسك ، وبمصرعه مصرعك . إنّ الدّنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزوّد منها ، ودار موعظة لمن اتّعظ بها . مسجد أحبّاء اللَّه ، ومصلَّى ملائكة اللَّه ، ومهبط وحي اللَّه ، ومتجر أولياء اللَّه . اكتسبوا فيها الرّحمة ، وربحوا فيها الجنّة . فمن ذا يذّمّها وقد آذنت ببينها ( أي أعلمت أهلها ببعدها وزوالها عنهم ) ، ونادت بفراقها ، ونعت نفسها وأهلها ، فمثّلت لهم ببلائها البلاء ، وشوّقتهم بسرورها إلى السّرور راحت بعافية ، وابتكرت بفجيعة ، ترغيبا وترهيبا ، وتخويفا وتحذيرا . فذمّها رجال غداة النّدامة ، وحمدها آخرون يوم القيامة . ذكَّرتهم الدّنيا فتذكَّروا ، وحدّثتهم فصدّقوا ، ووعظتهم فاتّعظوا . ( 131 ح ، 590 ) إنّ للَّه ملكا ينادي في كلّ يوم : لدوا للموت ، واجمعوا للفناء ، وابنوا للخراب . ( 132 ح ، 591 ) وقال ( ع ) : الدّنيا دار ممرّ لا دار مقرّ . والنّاس فيها رجلان : رجل باع فيها نفسه فأوبقها ( أي أهلكها ) ، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها . ( 133 ح ، 591 ) لكلّ مقبل إدبار ، وما أدبر كأن لم يكن . ( 152 ح ، 597 )
902
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 902