responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 899


جانب الفانين ، وخطَّة الهالكين . وتجمع هذه الدّار حدود أربعة : الحدّ الأوّل ينتهي إلى دواعي الآفات . والحدّ الثّاني ينتهي إلى دواعي المصيبات . والحدّ الثّالث ينتهي إلى الهوى المردي . والحدّ الرّابع ينتهي إلى الشّيطان المغوي ، وفيه يشرع باب هذه الدّار . اشترى هذا المغترّ بالأمل ، من هذا المزعج بالأجل ، هذه الدّار ، بالخروج من عزّ القناعة ، والدّخول في ذلّ الطَّلب والضّراعة . فما أدرك هذا المشتري فيما اشترى منه من درك ( الدرك هو التبعة . والمقصود به الضمان الذي يقع على البائع ) .
فعلى مبلبل أجسام الملوك ، وسالب نفوس الجبابرة ، ومزيل ملك الفراعنة ، مثل كسرى وقيصر ، وتبّع وحمير ، ومن جمع المال على المال فأكثر ، ومن بنى وشيّد ، وزخرف ونجّد ، وادّخر واعتقد ، ونظر بزعمه للولد - إشخاصهم جميعا إلى موقف العرض والحساب ، وموضع الثّواب والعقاب . إذا وقع الأمر بفصل القضاء * ( وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ ) * . شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى وسلم من علائق الدّنيا . ( الخطبة 242 ، 444 ) من وصية له ( ع ) لابنه الحسن ( ع ) كتبها إليه عند انصرافه من صفين : من الوالد الفان ، المقرّ للزّمان . المدبر العمر ، المستسلم للدّنيا ، السّاكن مساكن الموتى ، والظَّاعن عنها غدا . إلى المولود المؤمّل ما لا يدرك ، السّالك سبيل من قد هلك . غرض الأسقام ، ورهينة الأيّام ، ورميّة المصائب ، وعبد الدّنيا ، وتاجر الغرور .
وغريم المنايا ، وأسير الموت . وحليف الهموم ، وقرين الأحزان . ونصب الآفات ، وصريع الشّهوات . ( الخطبة 270 ، 1 ، 473 ) . . . وأنّ الدّنيا لم تكن لتستقرّ إلَّا على ما جعلها اللَّه عليه من النّعماء والابتلاء ، والجزاء في المعاد ، أو ما شاء ممّا لا تعلم . ( الخطبة 270 ، 2 ، 478 ) وإيّاك أن تغترّ بما ترى من إخلاد أهل الدّنيا إليها ، وتكالبهم عليها . فقد نبّأك اللَّه عنها ، ونعت لك نفسها ، وتكشّفت لك عن مساويها . فإنّما أهلها كلاب عاوية وسباع ضارية ، يهرّ بعضها على بعض ، ويأكل عزيزها ذليلها ، ويقهر كبيرها صغيرها . نعم معقّلة ( أي إبل مربوطة عن فعل الشر ) وأخرى مهملة ( غير مربوطة ) .

899

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 899
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست