responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 896


للسّاعة ( أي دليلا على اقتراب الساعة ) ومبشّرا بالجنّة ، ومنذرا بالعقوبة . خرج من الدّنيا خميصا ، وورد الآخرة سليما . لم يضع حجرا على حجر ، حتّى مضى لسبيله ، وأجاب داعي ربّه . فما أعظم منّة اللَّه عندنا حين أنعم علينا به ، سلفا نتّبعه ، وقائدا نطأ عقبه . واللَّه لقد رقّعت مدرعتي هذه حتّى استحييت من راقعها . ولقد قال لي قائل : ألَّا تنبذها عنك فقلت : اعزب عنّي ، فعند الصّباح يحمد القوم السّرى ( هذا المثل معناه : إذا أصبح النائمون وقد رأوا أن الذين كانوا يسيرون ليلا قد وصلوا إلى مقاصدهم ، أدركوا فضل سيرهم وندموا على نومهم ) . ( الخطبة 158 ، 284 ) رهّب فأبلغ ، ورغَّب فأسبغ . ووصف لكم الدّنيا وانقطاعها ، وزوالها وانتقالها .
فأعرضوا عمّا يعجبكم فيها لقلَّة ما يصحبكم منها . أقرب دار من سخط اللَّه ، وأبعدها من رضوان اللَّه . فغضّوا عنكم - عباد اللَّه - غمومها وأشغالها ، لما قد أيقنتم به من فراقها وتصرّف حالاتها . فاحذروها حذر الشّفيق النّاصح ، والمجدّ الكادح . ( الخطبة 159 ، 286 ) فاحذروا عباد اللَّه حذر الغالب لنفسه ، المانع لشهوته ، النّاظر بعقله . فإنّ الأمر واضح ، والعلم قائم ، والطَّريق جدد ، والسّبيل قصد . ( الخطبة 159 ، 287 ) ألا وإنّ هذه الدّنيا الَّتي أصبحتم تتمنّونها وترغبون فيها ، وأصبحت تغضبكم وترضيكم ، ليست بداركم ، ولا منزلكم الَّذي خلقتم له ، ولا الَّذي دعيتم إليه . ألا وإنّها ليست بباقية لكم ولا تبقون عليها . وهي وإن غرّتكم منها فقد حذّرتكم شرّها . فدعوا غرورها لتحذيرها ، وأطماعها لتخويفها . وسابقوا فيها إلى الدّار الَّتي دعيتم إليها ، وانصرفوا بقلوبكم عنها . ولا يخنّنّ أحدكم خنين ( أي بكاء ) الأمة على ما زوي عنه منها . . . أخذ اللَّه بقلوبنا وقلوبكم إلى الحقّ ، وألهمنا وإيّاكم الصّبر . ( الخطبة 171 ، 309 ) أيّها النّاس إنّ الدّنيا تغرّ المؤمّل لها والمخلد إليها ، ولا تنفس بمن نافس فيها ، وتغلب من غلب عليها . ( الخطبة 176 ، 319 ) أوصيكم عباد اللَّه بتقوى اللَّه الَّذي ألبسكم الرّياش ، وأسبغ عليكم المعاش . فلو أنّ

896

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 896
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست