نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 894
قبورا ، وما جمعوا بورا . وصارت أموالهم للوارثين ، وأزواجهم لقوم آخرين . لا في حسنة يزيدون ، ولا من سيّئة يستعتبون . . . فإنّ الدّنيا لم تخلق لكم دار مقام ، بل خلقت لكم مجازا . . . ( الخطبة 130 ، 243 ) أيّها النّاس ، إنّما أنتم في هذه الدّنيا غرض تنتضل فيه ( أي تترامى فيه ) المنايا . مع كلّ جرعة شرق ، وفي كلّ أكلة غصص . لا تنالون منها نعمة إلَّا بفراق أخرى ، ولا يعمّر معمّر منكم يوما من عمره ، إلَّا بهدم آخر من أجله . ولا تجدّد له زيادة في أكله ، إلَّا بنفاد ما قبلها من رزقه . ولا يحيا له أثر ، إلَّا مات له أثر . ولا يتجدّد له جديد ، إلَّا بعد أن يخلق له جديد . ولا تقوم له نابتة إلَّا وتسقط منه محصودة . وقد مضت أصول نحن فروعها ، فما بقاء فرع بعد ذهاب أصله . ( الخطبة 143 ، 256 ) ثمّ إنّكم معشر العرب أغراض بلايا قد اقتربت ، فاتّقوا سكرات النّعمة ، واحذروا بوائق النّقمة . ( الخطبة 149 ، 264 ) ألا فما يصنع بالدّنيا من خلق للآخرة وما يصنع بالمال من عمّا قليل يسلبه ، وتبقى عليه تبعته وحسابه . ( الخطبة 155 ، 277 ) ويقول ( ع ) : وكذلك من عظمت الدّنيا في عينه ، وكبر موقعها من قلبه ، آثرها على اللَّه تعالى ، فانقطع إليها ، وصار عبدا لها . ولقد كان في رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - كاف لك في الأسوة . ودليل لك على ذمّ الدّنيا وعيبها ، وكثرة مخازيها ومساويها ، إذ قبضت عنه أطرافها ، ووطَّئت لغيره أكنافها ( أي جوانبها ) وفطم عن رضاعها ، وزوي عن زخارفها . ( الخطبة 158 ، 282 ) ثم يقول ( ع ) : وإن شئت ثنّيت بموسى كليم اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - حيث يقول : « ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير » واللَّه ما سأله إلَّا خبزا يأكله ، لأنّه كان يأكل بقلة الأرض . ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشّذّب لحمه . وإن شئت ثلَّثت بداود - صلَّى اللَّه عليه وسلَّم - صاحب المزامير وقارئ أهل الجنّة ، فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده ، ويقول لجلسائه : أيّكم يكفيني بيعها ، ويأكل قرص الشّعير من ثمنها . ( الخطبة 158 ، 282 )
894
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 894