responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 893


عنكم ، كأنّها دار مقامكم ، وكأنّ متاعها باق عليكم . . . قد تصافيتم على رفض الآجل وحبّ العاجل . ( الخطبة 111 ، 218 ) ثمّ إنّ الدّنيا دار فناء وعناء ، وغير وعبر . فمن الفناء أنّ الدّهر موتر قوسه ، لا تخطئ سهامه ، ولا تؤسى جراحه . يرمي الحيّ بالموت ، والصّحيح بالسّقم ، والنّاجي بالعطب . آكل لا يشبع وشارب لا ينقع . ومن العناء أنّ المرء يجمع ما لا يأكل ويبني ما لا يسكن . ثمّ يخرج إلى اللَّه تعالى لا مالا حمل ، ولا بناء نقل . ومن غيرها أنّك ترى المرحوم مغبوطا ، والمغبوط مرحوما ، ليس ذلك إلَّا نعيما زلّ ، وبؤسا نزل . ومن عبرها أنّ المرء يشرف على أمله ، فيقتطعه حضور أجله . فلا أمل يدرك ، ولا مؤمّل يترك .
فسبحان اللَّه ما أعزّ سرورها وأظمأ ريّها وأضحى فيئها . لا جاء يردّ ، ولا ماض يرتدّ .
فسبحان اللَّه ، ما أقرب الحيّ من الميّت للحاقه به ، وأبعد الميّت من الحيّ لانقطاعه عنه ( الخطبة 112 ، 220 ) واعلموا أنّ ما نقص من الدّنيا وزاد في الآخرة خير ممّا نقص من الآخرة وزاد في الدّنيا . فكم من منقوص رابح ، ومزيد خاسر . ( الخطبة 112 ، 221 ) عباد اللَّه ، إنّكم وما تأملون من هذه الدّنيا - أثوياء ( أي ضعفاء ) مؤجّلون ، ومدينون مقتضون . أجل منقوص ، وعمل محفوظ ، فربّ دائب مضيّع ، وربّ كادح خاسر .
وقد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلَّا إدبارا ، ولا الشّرّ فيه إلَّا إقبالا ، ولا الشّيطان في هلاك النّاس إلَّا طمعا . فهذا أوان قويت عدّته ، وعمّت مكيدته ، وأمكنت فريسته . اضرب بطرفك حيث شئت من النّاس ، فهل تبصر إلَّا فقيرا يكابد فقرا ، أو غنيّا بدّل نعمة اللَّه كفرا ، أو بخيلا اتّخذ البخل بحقّ اللَّه وفرا ، أو متمرّدا كأنّ بأذنه عن سمع المواعظ وقرا أين أخياركم وصلحاؤكم ، وأين أحراركم وسمحاؤكم . وأين المتورّعون في مكاسبهم ، والمتنزّهون في مذاهبهم أليس قد ظعنوا جميعا عن هذه الدّنيا الدّنيّة ، والعاجلة المنغّصة . وهل خلَّفتم إلَّا في حثالة لا تلتقي بذمّهم الشّفتان ، استصغارا لقدرهم ، وذهابا عن ذكرهم ، ف‌َ * ( إِنَّا لِلَّه وإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ ) * . ( الخطبة 127 ، 240 ) أما رأيتم الَّذين يأملون بعيدا ، ويبنون مشيدا ، ويجمعون كثيرا كيف أصبحت بيوتهم

893

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 893
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست