responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 88


الحمد للَّه الكائن قبل أن يكون كرسيّ أو عرش ، أو سماء أو أرض ، أو جانّ أو إنس .
لا يدرك بوهم ، ولا يقدّر بفهم . ولا يشغله سائل ، ولا ينقصه نائل ( أي عطاء ) . ولا ينظر بعين ، ولا يحدّ بأين . ولا يوصف بالأزواج ، ولا يخلق بعلاج . ولا يدرك بالحواسّ ، ولا يقاس بالنّاس . الَّذي كلَّم موسى تكليما ، وأراه من آياته عظيما . بلا جوارح ولا أدوات ، ولا نطق ولا لهوات . بل إن كنت صادقا أيّها المتكلَّف لوصف ربّك ، فصف جبرائيل وميكائيل وجنود الملائكة المقرّبين في حجرات القدّس مرجحنّين ( أي متحركين ، كناية عن الانحناء لعظمة اللَّه ) متولَّهة عقولهم أن يحدّوا أحسن الخالقين . فإنّما يدرك بالصّفات ذوو الهيئات والأدوات ، ومن ينقضي إذا بلغ أمد حدّه بالفناء . فلا إله إلَّا هو ، أضاء بنوره كلّ ظلام ، وأظلم بظلمته كلّ نور .
( الخطبة 180 ، 325 ) الحمد للَّه المعروف من غير رؤية ، والخالق من غير منصبة ( أي تعب ) . خلق الخلائق بقدرته ، واستعبد الأرباب بعزّته ، وساد العظماء بجوده . وهو الَّذي أسكن الدّنيا خلقه ، وبعث إلى الجنّ والإنس رسله . . ( الخطبة 181 ، 329 ) الحمد للَّه الَّذي لا تدركه الشّواهد ، ولا تحويه المشاهد ، ولا تراه النّواظر ، ولا تحجبه السّواتر . الدّال على قدمه بحدوث خلقه ، وبحدوث خلقه على وجوده ، وباشتباههم على أن لا شبه له . الَّذي صدق في ميعاده وارتفع عن ظلم عباده . وقام بالقسط في خلقه ، وعدل عليهم في حكمه . مستشهد بحدوث الأشياء على أزليّته ، وبما وسمها به من العجز على قدرته ، وبما اضطرّها إليه من الفناء على دوامه . واحد لا بعدد ، ودائم لا بأمد ، وقائم لا بعمد . تتلقّاه الأذهان لا بمشاعرة ، وتشهد له المرائي لا بمحاضرة . لم تحط به الأوهام ، بل تجلَّى لها بها ، وبها امتنع منها ، وإليها حاكمها .
ليس بذي كبر امتدّت به النّهايات فكبّرته تجسيما ، ولا بذي عظم تناهت به الغايات فعظَّمته تجسيدا . بل كبر شأنا وعظم سلطانا . ( الخطبة 183 ، 334 ) فاعل لا باضطراب آلة . مقدّر لا بجول فكرة ، غنيّ لا باستفادة . لا تصحبه الأوقات ، ولا ترفده الأدوات . سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده ، والابتداء أزله . بتشعيره

88

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست