responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 863


* ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ) * . قد أمن العذاب ، وانقطع العتاب ، وزحزحوا عن النّار ، واطمأنّت بهم الدّار ، ورضوا المثوى والقرار . الَّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكية ، وأعينهم باكية ، وكان ليلهم في دنياهم نهارا ، تخشّعا واستغفارا ، وكان نهارهم ليلا ، توحشا وانقطاعا . فجعل اللَّه لهم الجنّة مآبا ، والجزاء ثوابا ، ( وكانوا أحقّ بها وأهلها ) ، في ملك دائم ، ونعيم قائم . ( الخطبة 188 ، 352 ) . . . وإنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللَّه لومة لائم . سيماهم سيما الصّدّيقين ، وكلامهم كلام الأبرار . عمّار اللَّيل ومنار النّهار . متمسّكون بحبل القرآن . يحيون سنن اللَّه وسنن رسوله . لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلَّون ولا يفسدون . قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل . ( الخطبة 190 ، 4 ، 375 ) روي أن صاحبا لأمير المؤمنين عليه السلام يقال له همام بن شريح كان رجلا عابدا .
فقال له : يا أمير المؤمنين صف لي المتّقين حتى كأنّي أنظر إليهم . فتثاقل عليه السلام عن جوابه ، ثم قال : يا همام اتّق اللَّه وأحسن ، ف‌ * ( إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا والَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) * .
فلم يقنع همام بهذا القول حتى عزم عليه . فحمد اللَّه وأثنى عليه ، وصلى على النبي ( ص ) - ثم قال ( ع ) : أمّا بعد فإنّ اللَّه سبحانه وتعالى - خلق الخلق حين خلقهم غنيّا عن طاعتهم ، آمنا من معصيتهم ، لأنّه لا تضرّه معصية من عصاه ، ولا تنفعه طاعة من أطاعه . فقسم بينهم معايشهم ووضعهم من الدّنيا مواضعهم . فالمتّقون فيها هم أهل الفضائل . منطقهم الصّواب ، وملبسهم الاقتصاد ، ومشيهم التّواضع ، غضّوا أبصارهم عمّا حرّم اللَّه عليهم ، ووقفوا أسماعهم على العلم النّافع لهم . نزّلت أنفسهم منهم في البلاء كالَّتي نزّلت في الرّخاء . ولولا الأجل الَّذي كتب اللَّه عليهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ، شوقا إلى الثّواب ، وخوفا من العقاب . عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم ، فهم والجنّة كمن قد رآها ، فهم فيها منعّمون ، وهم والنّار كمن قد رآها ، فهم فيها معذّبون . قلوبهم محزونة ، وشرورهم مأمونة . وأجسادهم نحيفة ، وحاجاتهم خفيفة ، وأنفسهم عفيفة . صبروا أيّاما قصيرة أعقبتهم راحة طويلة . تجارة مربحة

863

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 863
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست