responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 861


الهموم ، إلَّا همّا واحدا انفرد به . فخرج من صفة العمى ، ومشاركة أهل الهوى .
وصار من مفاتيح أبواب الهدى ، ومغاليق أبواب الرّدى . قد أبصر طريقه ، وسلك سبيله ، وعرف مناره ، وقطع غماره . واستمسك من العرى بأوثقها ، ومن الحبال بأمتنها . فهو من اليقين على مثل ضوء الشّمس . قد نصب نفسه للَّه سبحانه في أرفع الأمور ، من إصدار كلّ وارد عليه ، وتصيير كلّ فرع إلى أصله . مصباح ظلمات ، كشّاف عشوات ، مفتاح مبهمات ، دفّاع معضلات ، دليل فلوات . يقول فيفهم ، ويسكت فيسلم . قد أخلص للَّه فاستخلصه . فهو من معادن دينه ، وأوتاد أرضه . قد ألزم نفسه العدل ، فكان أوّل عدله نفي الهوى عن نفسه . يصف الحقّ ويعمل به . لا يدع للخير غاية إلَّا أمّها ، ولا مظنّة إلَّا قصدها . قد أمكن الكتاب من زمامه ، فهو قائده وإمامه . يحلّ حيث حلّ ثقله ، وينزل حيث كان منزله . ( الخطبة 85 ، 152 ) ( ويتابع عليه السلام خطبته فيقول عن صفات الفاسقين ) : وآخر قد تسمّى عالما وليس به ، فاقتبس جهائل من جهّال ، وأضاليل من ضلَّال . ونصب للنّاس أشراكا من حبائل غرور ، وقول زور . قد حمل الكتاب على آرائه ، وعطف الحقّ على أهوائه . يؤمن النّاس من العظائم ، ويهوّن كبير الجرائم . يقول : أقف عند الشّبهات ، وفيها وقع .
ويقول : أعتزل البدع ، وبينها اضطجع . فالصّورة صورة إنسان ، والقلب قلب حيوان .
لا يعرف باب الهدى فيتّبعه ، ولا باب العمى فيصدّ عنه . وذلك ميّت الأحياء .
( الخطبة 85 ، 154 ) وقال ( ع ) عن صفة الفاسقين : آثروا عاجلا وأخّروا آجلا ، وتركوا صافيا وشربوا آجنا .
كأنّي أنظر إلى فاسقهم وقد صحب المنكر فألفه ، وبسيء به ( أي أستأنس ) ووافقه ، حتّى شابت عليه مفارقه ، وصبغت به خلائقة . ثمّ أقبل مزبدا كالتّيّار لا يبالي ما غرّق ، أو كوقع النّار في الهشيم لا يحفل ما حرّق . . . ازدحموا على الحطام ، وتشاحّوا على الحرام ، ورفع لهم علم الجنّة والنّار ، فصرفوا عن الجنّة وجوههم ، وأقبلوا إلى النّار بأعمالهم . ودعاهم ربّهم فنفروا وولَّوا ، ودعاهم الشّيطان فاستجابوا وأقبلوا . ( الخطبة 142 ، 255 )

861

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 861
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست