responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 860


التّهجّد غرار نومه ، وأظمأ الرّجاء هواجر يومه ، وظلف الزّهد شهواته ، وأوجف الذّكر بلسانه ، وقدّم الخوف لأمانه ، وتنكَّب المخالج عن وضح السّبيل ، وسلك أقصد المسالك إلى النّهج المطلوب ، ولم تفتله فاتلات الغرور ، ولم تعم عليه مشتبهات الأمور ، ظافرا بفرحة البشرى ، وراحة النّعمى ، في أنعم نومه ، وآمن يومه . وقد عبر معبر العاجلة حميدا ، وقدّم زاد الآجلة سعيدا ، وبادر من وجل ، وأكمش في مهل ( أي أسرع ) ، ورغب في طلب ، وذهب عن هرب ( أي انصرف عما يجب الهروب منه ) ، وراقب في يومه غده ، ونظر قدما أمامه .
فكفى بالجنّة ثوابا ونوالا ، وكفى بالنّار عقابا ووبالا . وكفى باللَّه منتقما ونصيرا ، وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما .
( الخطبة 81 ، 2 ، 144 ) وقال ( ع ) في صفة الفاسق المغتر بالدنيا ، وذلك من خطبته الغراء : أم هذا الَّذي أنشأه في ظلمات الأرحام ، وشغف الأستار . نطفة دهاقا ( أي منصبّة بقوة ) ، وعلقة محاقا .
وجنينا وراضعا ، ووليدا ويافعا . ثمّ منحه قلبا حافظا ، ولسانا لافظا ، وبصرا لاحظا .
ليفهم معتبرا ، ويقصّر مزدجرا . حتّى إذا قام اعتداله واستوى مثاله ، نفر مستكبرا ، وخبط سادرا ، ماتحا في غرب هواه ( أي يستسقي بدلو هواه ) ، كادحا سعيا لدنياه .
في لذّات طربه ، وبدوات أربه . لا يحتسب رزيّة ، ولا يخشع تقيّة ( أي خوفا من اللَّه تعالى ) . فمات في فتنته غريرا ، وعاش في هفوته يسيرا . لم يفد عوضا ( أي لم يستفد ثوابا ) ، ولم يقض مفترضا . دهمته فجعات المنيّة في غبّر جماحه ، وسنن مراحه . . . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 375 ) الحياة والاحتضار والموت والقبر » ( الخطبة 81 ، 3 ، 146 ) ومن خطبة له ( ع ) يبين فيها صفات المتقين وصفات الفاسقين : عباد اللَّه ، إنّ من أحبّ عباد اللَّه إليه عبدا أعانه اللَّه على نفسه ، فاستشعر الحزن ، وتجلبب الخوف . فزهر مصباح الهدى في قلبه ، وأعدّ القرى ليومه النّازل به . فقرّب على نفسه البعيد ، وهوّن الشّديد . نظر فأبصر ، وذكر فاستكثر ، وارتوى من عذب فرات سهّلت له موارده ، فشرب نهلا ، وسلك سبيلا جددا ( أي يسهل السير فيه ) . قد خلع سرابيل الشّهوات ، وتخلَّى من

860

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 860
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست