نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 85
سمع نطقه ، ومن سكت علم سرّه ، ومن عاش فعليه رزقه ، ومن مات فإليه منقلبه . لم ترك العيون فتخبر عنك بل كنت قبل الواصفين من خلقك . لم تخلق الخلق لوحشة ، ولا استعملتهم لمنفعة ، ولا يسبقك من طلبت ولا يفلتك من أخذت ، ولا ينقص سلطانك من عصاك ، ولا يزيد في ملكك من أطاعك ، ولا يردّ أمرك من سخط قضاءك ، ولا يستغني عنك من تولَّى عن أمرك . كلّ سرّ عندك علانيّة ، وكلّ غيب عندك شهادة . أنت الأبد لا أمد لك ، وأنت المنتهى فلا محيص عنك ، وأنت الموعد فلا منجى منك إلَّا إليك . بيدك ناصية كلّ دابّة ، وإليك مصير كلّ نسمة . سبحانك ما أعظم شأنك سبحانك ما أعظم ما نرى من خلقك وما أصغر عظيمة في جنب قدرتك وما أهول ما نرى من ملكوتك وما أحقر ذلك فيما غاب عنّا من سلطانك وما أسبغ نعمك في الدّنيا ، وما أصغرها في نعم الآخرة . ( 107 ، 208 ) سبحانك خالقا ومعبودا بحسن بلائك عند خلقك ، خلقت دارا ، وجعلت فيها مأدبة : مشربا ومطعما ، وأزواجا وخدما وقصورا ، وأنهارا وزروعا وثمارا ، ثمّ أرسلت داعيا يدعو إليها . ( 107 ، 209 ) أفيضوا في ذكر اللَّه فإنّه أحسن الذّكر ، وارغبوا فيما وعد المتّقين ، فإنّ وعده أصدق الوعد . ( 108 ، 213 ) وقد توكَّل اللَّه لأهل هذا الدّين بإعزاز الحوزة ، وستر العورة . والَّذي نصرهم وهم قليل لا ينتصرون ، ومنعهم وهم قليل لا يمتنعون . حيّ لا يموت . ( 132 ، 246 ) الحمد للَّه الدّال على وجوده بخلقه ، وبمحدث خلقه على أزليّته ، وباشتباههم على أن لا شبه له . لا تستلمه المشاعر ( أي لا تصل إليه ) ، ولا تحجبه السّواتر . لافتراق الصّانع والمصنوع ، والحادّ والمحدود ، والرّبّ والمربوب . الأحد بلا تأويل عدد ، والخالق لا بمعنى حركة ونصب . والسّميع لا بأداة ، والبصير لا بتفريق آلة . والشّاهد لا بمماسّة ، والبائن لا بتراخي مسافة . والظَّاهر لا برؤية ، والباطن لا بلطافة . بان من الأشياء بالقهر لها ، والقدرة عليها . وبانت الأشياء منه بالخضوع له والرّجوع إليه . من وصفه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن عدّه فقد أبطل أزله . ومن قال ( كيف )
85
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 85