responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 846


خبث باطنه . وقد قال الرّسول الصّادق صلَّى اللَّه عليه وآله : [ إنّ اللَّه يحبّ العبد ويبغض عمله ( أي يحب العبد على ايمانه ويبغضه على أعماله السيئة ) ويحبّ العمل ويبغض بدنه ] ( أي أن الكافر الذي يبغض اللَّه ذاته قد يعمل عملا حسنا يحبه اللَّه ) .
واعلم أنّ لكلّ عمل نباتا . وكلّ نبات لا غنى به عن الماء ، والمياه مختلفة . فما طاب سقيه ، طاب غرسه وحلت ثمرته . وما خبث سقيه ، خبث غرسه وأمرّت ثمرته . ( الخطبة 152 ، 270 ) اعلموا عباد اللَّه أنّ عليكم رصدا من أنفسكم ( أي النفس اللوامة ) وعيونا من جوارحكم ، وحفّاظ صدق يحفظون أعمالكم وعدد أنفاسكم . لا تستركم منهم ظلمة ليل داج ، ولا يكنّكم منهم باب ذو رتاج . وإنّ غدا من اليوم قريب . ( الخطبة 155 ، 278 ) أيّها النّاس غير المغفول عنهم ، والتّاركون المأخوذ منهم . مالي أراكم عن اللَّه ذاهبين ، وإلى غيره راغبين كأنّكم نعم أراح بها سائم إلى مرعى وبيّ ومشرب دويّ ، وإنّما هي كالمعلوفة للمدى ( جمع مديه وهي السكين ، أي معلوفة للذبح ) لا تعرف ما ذا يراد بها إذا أحسن إليها تحسب يومها دهرها وشبعها أمرها ( أي تحسب أن يومها هو كل عمرها فلا تنظر إلى ما بعده فإذا شبعت ظنت أن هذا هو غاية شأنها ) . ( الخطبة 173 ، 310 ) فحاسب نفسك لنفسك ، فإنّ غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك . ( الخطبة 220 ، 422 ) وقال ( ع ) عند تلاوته * ( يا أَيُّهَا الإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) * : . . . يا أيّها الإنسان ما جرّأك على ذنبك ، وما غرّك بربّك ، وما أنّسك بهلكة نفسك أما من دائك بلول ( أي شفاء من الداء ) ، أم ليس من نومتك يقظة أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك فلربّما ترى الضّاحي من حرّ الشّمس فتظلَّه ، أو ترى المبتلى بألم يمضّ جسده فتبكي رحمة له فما صبّرك على دائك ، وجلَّدك على مصابك ، وعزّاك عن البكاء على نفسك ، وهي أعزّ الأنفس عليك وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة ، وقد تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته فتداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة ، ومن كرى الغفلة

846

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 846
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست