responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 845


وقال ( ع ) في صفة الغافلين : حتّى إذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم ، واستخرجهم من جلابيب غفلتهم ، استقبلوا مدبرا ، واستدبروا مقبلا . فلم ينتفعوا بما أدركوا من طلبتهم ، ولا بما قضوا من وطرهم . إنّي أحذّركم ونفسي ، هذه المنزلة . فلينتفع امرؤ بنفسه ، فإنّما البصير من سمع فتفكَّر ، ونظر فأبصر ، وانتفع بالعبر . ثمّ سلك جددا واضحا ، يتجنّب فيه الصّرعة في المهاوي ، والضّلال في المغاوي ( أي الشبهات ) .
ولا يعين على نفسه الغواة ، بتعسّف في حقّ ، أو تحريف في نطق ، أو تخوّف من صدق .
فأفق أيّها السّامع من سكرتك ، واستيقظ من غفلتك ، واختصر من عجلتك . وأنعم الفكر فيما جاءك على لسان النّبيّ الأمّيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، ممّا لا بدّ منه ولا محيص عنه ، وخالف من خالف ذلك إلى غيره ، ودعه وما رضي لنفسه . وضع فخرك ، واحطط كبرك ، واذكر قبرك . فإنّ عليه ممرّك ، وكما تدين تدان ، وكما تزرع تحصد ، وما قدّمت اليوم تقدم عليه غدا . فامهد لقدمك ، وقدّم ليومك .
فالحذر الحذر أيّها المستمع ، والجدّ الجدّ أيّها الغافل « وَلَا يُنْبِئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ » . . . إنّ البهائم همّها بطونها . وإنّ السّباع همّها العدوان على غيرها . وإنّ النّساء همّهنّ زينة الحياة الدّنيا والفساد فيها . إنّ المؤمنين مستكينون . إنّ المؤمنين مشفقون . إنّ المؤمنين خائفون . ( الخطبة 151 ، 268 ) وناظر قلب اللَّبيب ، به يبصر أمده ( أي غايته ومنتهاه ) ، ويعرف غوره ونجده ( أي باطن أمره وظاهره ) . داع دعا ، وراع رعى ، فاستجيبوا للدّاعي ، واتّبعوا الرّاعي .
فليصدق رائد أهله ، وليحضر عقله ، وليكن من أبناء الآخرة ، فإنّه منها قدم ، وإليها ينقلب . فالنّاظر بالقلب ، العامل بالبصر ، يكون مبتدأ عمله أن يعلم : أعمله عليه أم له فإن كان له مضى فيه ، وإن كان عليه وقف عنه . فإنّ العامل بغير علم كالسّائر على غير طريق . فلا يزيده بعده عن الطريق الواضح إلَّا بعدا من حاجته . والعامل بالعلم كالسّائر على الطَّريق الواضح . فلينظر ناظر : أسائر هو أم راجع .
واعلم أنّ لكلّ ظاهر باطنا على مثاله . فما طاب ظاهره طاب باطنه . وما خبث ظاهره

845

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 845
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست