نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 828
لمناخركم ، وقصدا لمقاتلكم . وسوقا بخزائم القهر إلى النّار المعدّة لكم . فأصبح أعظم في دينكم حرجا ، وأورى في دنياكم قدحا . من الَّذين أصبحتم لهم مناصبين وعليهم متألَّبين ، فاجعلوا عليه حدّكم وله جدّكم . فلعمر اللَّه لقد فخر على أصلكم ، ووقع في حسبكم ، ودفع في نسبكم . وأجلب بخيله عليكم ، وقصد برجله سبيلكم . يقتنصونكم بكلّ مكان ، ويضربون منكم كلّ بنان . لا تمتنعون بحيلة ، ولا تدفعون بعزيمة . في حومة ذلّ ، وحلقة ضيق . وعرصة موت ، وجولة بلاء . فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبيّة وأحقاد الجاهليّة . فإنّما تلك الحميّة تكون في المسلم ، من خطرات الشّيطان ونخواته ، ونزغاته ونفثاته . واعتمدوا وضع التّذلَّل على رؤوسكم ، وإلقاء التّعزّز تحت أقدامكم ، وخلع التّكبّر من أعناقكم . واتّخذوا التّواضع مسلحة بينكم وبين عدوّكم إبليس وجنوده . فإنّ له من كلّ أمّة جنودا وأعوانا ، ورجلا وفرسانا . ولا تكونوا كالمتكبّر على ابن أمّه ( أي قابيل الذي تكبر على هابيل ) من غير ما فضل جعله اللَّه فيه ، سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد ، وقدحت الحميّة في قلبه من نار الغضب . ونفخ الشّيطان في أنفه من ريح الكبر ، الَّذي أعقبه اللَّه به النّدامة ، وألزمه آثام القاتلين إلى يوم القيامة . ( الخطبة 190 ، 1 ، 358 ) ويتابع الإمام ( ع ) كلامه محذرا من الكبر : ألا وقد أمعنتم في البغي ، وأفسدتم في الأرض ، مصارحة للَّه بالمناصبة ، ومبارزة للمؤمنين بالمحاربة . فاللَّه اللَّه في كبر الحميّة وفخر الجاهليّة . فإنّه ملاقح الشّنآن ، ومنافخ الشّيطان ، الَّتي خدع بها الأمم الماضية ، والقرون الخالية . حتّى أعنقوا في حنادس جهالته ، ومهاوي ضلالته . ذللا عن سياقه ، سلسا في قياده . أمرا تشابهت القلوب فيه ، وتتابعت القرون عليه . وكبرا تضايقت الصدور به . ( الخطبة 190 ، 1 ، 360 ) ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم ، الَّذين تكبّروا عن حسبهم ، وترفّعوا فوق نسبهم . وألقوا الهجينة على ربّهم ، وجاحدوا اللَّه على ما صنع بهم . مكابرة لقضائه ، ومغالبة لآلائه . فإنّهم قواعد أساس العصبيّة ، ودعائم أركان الفتنة ، وسيوف اعتزاء ( أي تفاخر ) الجاهليّة . . . ولا تطيعوا الأدعياء الَّذين شربتم بصفوكم كدرهم ،
828
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 828