responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 827


في الخطبة القاصعة : الحمد للَّه الَّذي لبس العزّ والكبرياء ، واختارهما لنفسه دون خلقه ، وجعلهما حمى وحرما على غيره ، واصطفاهما لجلاله ، وجعل اللَّعنة على من نازعه فيهما من عباده . ثمّ اختبر بذلك ملائكته المقرّبين ، ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين . فقال سبحانه ، وهو العالم بمضمرات القلوب ومحجوبات الغيوب * ( إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُه ونَفَخْتُ فِيه مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَه ساجِدِينَ . فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ ) * اعترضته الحميّة ، فافتخر على آدم بخلقه ، وتعصّب عليه لأصله . فعدوّ اللَّه ( أي إبليس ) إمام المتعصّبين ، وسلف المستكبرين . الَّذي وضع أساس العصبيّة ، ونازع اللَّه رداء الجبريّة . وادّرع لباس التّعزّز ، وخلع قناع التّذلَّل . ألا ترون كيف صغّره اللَّه بتكبّره ، ووضعه بترفعّه . فجعله في الدّنيا مدحورا ، وأعدّ له في الآخرة سعيرا ( الخطبة 190 ، 1 ، 356 ) فاعتبروا بما كان من فعل اللَّه بإبليس إذ أحبط عمله الطَّويل وجهده الجهيد ، وكان قد عبد اللَّه ستّة آلاف سنّة ، لا يدرى أمن سنيّ الدّنيا أم من سنيّ الآخرة ، عن كبر ساعة واحدة . فمن ذا بعد إبليس يسلم على اللَّه بمثل معصيته كلَّا ما كان اللَّه سبحانه ليدخل الجنّة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا . إنّ حكمه في أهل السّماء وأهل الأرض لواحد . وما بين اللَّه وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرّمه على العالمين . ( الخطبة 190 ، 1 ، 358 ) فاحذروا عباد اللَّه عدوّ اللَّه ، أن يعديكم بدائه ، وأن يستفزّكم بندائه ، وأن يجلب عليكم بخيله ورجله . فلعمري لقد فوّق لكم سهم الوعيد ، وأغرق إليكم بالنّزع الشّديد .
ورماكم من مكان قريب ، فقال * ( رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ ولأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) * قذفا بغيب بعيد ، ورجما بظنّ غير مصيب . صدّقه به أبناء الحميّة ، وإخوان العصبيّة ، وفرسان الكبر والجاهليّة . حتّى إذا انقادت له الجامحة منكم ، واستحكمت الطَّماعية منه فيكم . فنجمت الحال من السّرّ الخفيّ إلى الأمر الجليّ . استفحل سلطانه عليكم ، ودلف بجنود نحوكم . فأقحموكم ولجأت الذّلّ ، وأحلَّوكم ورطات القتل . وأوطؤوكم إثخان الجراحة . طعنا في عيونكم ، وحزّا في حلوقكم . ودقّا

827

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 827
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست