responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 829


وخلطتم بصحّتكم مرضهم ، وأدخلتم في حقّكم باطلهم . وهم أساس الفسوق ، وأحلاس العقوق . اتّخذهم إبليس مطايا ضلال ، وجندا بهم يصول على النّاس ، وتراجمة ينطق على ألسنتهم . استراقا لعقولكم ، ودخولا في عيونكم ونفثا في أسماعكم . فجعلكم مرمى نبله ، وموطئَ قدمه ، ومأخذ يده .
فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم ، من بأس اللَّه وصولاته ، ووقائعه ومثلاته . واتّعظوا بمثاوي خدودهم ، ومصارع جنوبهم . واستعيذوا باللَّه من لواقح الكبر ، كما تستعيذونه من طوارق الدّهر . فلو رخّص اللَّه في الكبر لأحد من عباده لرخّص فيه لخاصّة أنبيائه وأوليائه . ولكنّه سبحانه كرّه إليهم التّكابر ، ورضي لهم التّواضع . . . ( الخطبة 190 ، 2 ، 361 ) فاللَّه اللَّه في عاجل البغي ، وآجل وخامة الظَّلم ، وسوء عاقبة الكبر ، فإنّها مصيدة إبليس العظمى ، ومكيدته الكبرى . الَّتي تساور قلوب الرّجال مساورة السّموم القاتلة . فما تكدي ( أي تعجز ) أبدا ، ولا تشوي أحدا . لا عالما لعلمه ، ولا مقلا في طمره . وعن ذلك ما حرس اللَّه عباده المؤمنين بالصّلوات والزّكوات ، ومجاهدة الصّيام في الأيّام المفروضات . . . « تراجع تتمة الكلام في المبحث ( 79 ) : بعض العبادات » .
( الخطبة 190 ، 3 ، 366 ) انظروا إلى ما في هذه الأفعال ( أي أفعال العبادة ) من قمع نواجم الفخر ، وقدع طوالع الكبر . ولقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصّب لشيء من الأشياء ، إلَّا عن علَّة تحتمل تمويه الجهلاء ، أو حجّة تليط بعقول السّفهاء غيركم . فإنّكم تتعصّبون لأمر ما يعرف له سبب ولا علَّة . أمّا إبليس فتعصّب على آدم لأصله ، وطعن عليه في خلقته ، فقال : أنا ناريّ وأنت طينيّ .
وأمّا الأغنياء من مترفة الأمم ، فتعصّبوا لآثار مواقع النّعم . فقالوا * ( نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وأَوْلاداً وما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) * . فإن كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال ، ومحامد الأفعال ، ومحاسن الأمور الَّتي تفاضلت فيها المجداء والنّجداء ، من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل ، بالأخلاق الرّغيبة ، والأحلام العظيمة ،

829

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 829
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست