responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 615


وسلَّم - يقول في غير موطن : « لن تقدّس أمّة لا يؤخذ للضّعيف فيها حقّه من القويّ غير متتعتع » . ثمّ احتمل الخرق منهم والعيّ ( الخرق العنف ، والعي العجز عن النطق ) ، ونحّ عنهم الضّيق والأنف ، يبسط اللَّه عليك بذلك أكناف رحمته ، ويوجب لك ثواب طاعته . وأعط ما أعطيت هنيئا ، وامنع في إجمال وإعذار .
ثمّ أمور من أمورك لا بدّ لك من مباشرتها : منها إجابة عمّالك بما يعيا عنه كتّابك ، ومنها إصدار حاجات النّاس يوم ورودها عليك بما تحرج به صدور أعوانك . ( الخطبة 292 ، 4 ، 533 ) وإذا قمت في صلاتك للنّاس ، فلا تكوننّ منفّرا ولا مضيّعا ، فإنّ في النّاس من به العلَّة وله الحاجة . وقد سألت رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - حين وجّهني إلى اليمن كيف أصلَّي بهم فقال : « صلّ بهم كصلاة أضعفهم ، وكن بالمؤمنين رحيما » . ( الخطبة 292 ، 4 ، 534 ) وأمّا بعد ، فلا تطوّلنّ احتجابك عن رعيّتك ، فإنّ احتجاب الولاة عن الرّعيّة شعبة من الضّيق ، وقلَّة علم بالأمور . والاحتجاب منهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه ، فيصغر عندهم الكبير ، ويعظم الصّغير ، ويقبح الحسن ، ويحسن القبيح ، ويشاب الحقّ بالباطل . وإنّما الوالي ، بشر لا يعرف ما توارى عنه النّاس به من الأمور ، وليست على الحقّ سمات تعرف بها ضروب الصّدق من الكذب . وإنّما أنت أحد رجلين : إمّا امرؤ سخت نفسك بالبذل في الحقّ ، ففيما احتجابك من واجب حقّ تعطيه ، أو فعل كريم تسديه أو مبتلى بالمنع ، فما أسرع كفّ النّاس عن مسألتك إذا أيسوا من بذلك مع أنّ أكثر حاجات النّاس إليك ممّا لا مئونة فيه عليك ، من شكاة مظلمة ، أو طلب إنصاف في معاملة . ( الخطبة 292 ، 4 ، 534 ) وألزم الحقّ من لزمه من القريب والبعيد ، وكن في ذلك صابرا محتسبا ، واقعا ذلك من قرابتك وخاصّتك حيث وقع . وابتغ عاقبته بما يثقل عليك منه . فإنّ مغبّة ذلك محمودة . وإن ظنّت الرّعيّة بك حيفا ، فأصحر ( أي أبرز ) لهم بعذرك ، واعدل عنك ظنونهم باصحارك .
فإنّ في ذلك رياضة منك لنفسك ورفقا برعيّتك ، وإعذارا تبلغ

615

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 615
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست