responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 616


به حاجتك من تقويمهم على الحقّ . ( الخطبة 292 ، 4 ، 535 ) إيّاك والدّماء ، وسفكها بغير حلَّها . فإنّه ليس شيء أدنى لنقمة ، ولا أعظم لتبعة ، ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدّة ، من سفك الدّماء بغير حقّها . واللَّه سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدّماء يوم القيامة ، فلا تقوّينّ سلطانك بسفك دم حرام ، فإنّ ذلك ممّا يضعفه ويوهنه ، بل يزيله وينقله ، ولا عذر لك عند اللَّه ولا عندي في قتل العمد ، لأنّ فيه قود ( أي قصاص ) البدن . وإن ابتليت بخطأ وأفرط عليك سوطك أو سيفك أو يدك بالعقوبة ، فإنّ في الوكزة ( الضربة بجمع الكف ) فما فوقها مقتلة ، فلا تطمحنّ بك نخوة سلطانك عن أن تؤدّي إلى أولياء المقتول حقّهم . ( الخطبة 292 ، 5 ، 537 ) وإيّاك والمنّ على رعيّتك بإحسانك أو التّزيّد فيما كان من فعلك ، أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك ، فإنّ المنّ يبطل الإحسان ، والتّزيّد يذهب بنور الحقّ ، والخلف يوجب المقت عند اللَّه والنّاس . قال اللَّه تعالى * ( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ ) ) * ( الخطبة 292 ، 5 ، 538 ) . وإيّاك والاستئثار بما النّاس فيه أسوة ، والتّغابي عمّا تعنى به ممّا قد وضح للعيون ، فإنّه مأخوذ منك لغيرك . وعمّا قليل تنكشف عنك أغطية الأمور ، وينتصف منك للمظلوم . املك حميّة أنفك وسورة حدّك ( أي حدة بأسك ) وسطوة يدك ، وغرب لسانك ، واحترس من كلّ ذلك بكفّ البادرة ( ما يبدر من اللسان عند الغضب ) وتأخير السّطوة ، حتّى يسكن غضبك فتملك الاختيار ، ولن تحكم ذلك من نفسك حتّى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربّك . ( الخطبة 292 ، 5 ، 539 ) من كتاب له ( ع ) إلى الأسود بن قطيبة صاحب جند حلوان ( في فارس ) : أمّا بعد فإنّ الوالي إذا اختلف هواه ، منعه ذلك كثيرا من العدل ، فليكن أمر النّاس عندك في الحقّ سواء . فإنّه ليس في الجور عوض من العدل . فاجتنب ما تنكر أمثاله ( المقصود : من غيرك ) وابتذل نفسك فيما افترض اللَّه عليك ، راجيا ثوابه ، ومتخوّفا عقابه .
واعلم أنّ الدّنيا دار بليّة ، لم يفرغ صاحبها فيها قطَّ ساعة إلَّا كانت فرغته عليه حسرة

616

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 616
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست