responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 614


عليك تطهير ما ظهر لك . واللَّه يحكم على ما غاب عنك . فاستر العورة ما استطعت يستر اللَّه منك ما تحبّ ستره من رعيّتك . أطلق عن النّاس عقدة كلّ حقد ، واقطع عنك سبب كلّ وتر ، وتغاب ( أي تغافل ) عن كلّ ما لا يصحّ لك ، ولا تعجلنّ إلى تصديق ساع ، فإنّ السّاعي غاشّ ، وإن تشبّه بالنّاصحين . ولا تدخلنّ في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر . ولا جبانا يضعفك عن الأمور . ولا حريصا يزيّن لك الشّره بالجور . فإنّ البخل والجبن والحرص غرائز شتّى ، يجمعها سوء الظَّنّ باللَّه . ( الخطبة 292 ، 1 ، 520 ) وإنّما عماد الدّين ، وجماع المسلمين ، والعدّة للأعداء العامّة من الأمّة ، فليكن صغوك لهم ، وميلك معهم . ( 292 ، 1 ، 520 ) ولا يكوننّ المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان في الإحسان ، وتدريبا لأهل الإساءة على الإساءة وألزم كلا منهم ما ألزم نفسه . واعلم أنّه ليس شيء بأدعى إلى حسن ظنّ راع برعيّته من إحسانه إليهم ، وتخفيفه المؤونات عليهم ، وترك استكراهه إيّاهم على ما ليس له قبلهم .
فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظَّنّ برعيّتك ، فإنّ حسن الظَّنّ يقطع عنك نصبا طويلا . وإنّ أحقّ من حسن ظنّك به لمن حسن بلاؤك عنده ، وإنّ أحقّ من ساء ظنّك به لمن ساء بلاؤك عنده .
ولا تنقض سنّة صالحة عمل بها صدور هذه الأمّة ، واجتمعت بها الألفة ، وصلحت عليها الرّعيّة . ولا تحدثنّ سنّة تضرّ بشيء من ماضي تلك السّنن ، فيكون الأجر لمن سنّها والوزر عليك بما نقضت منها . وأكثر مدارسة العلماء ومنافثة الحكماء ( أي محادثتهم ) ، في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك ، وإقامة ما استقام به النّاس قبلك .
( الخطبة 292 ، 1 ، 521 ) واجعل لذوي الحاجات منك قسما تفرّغ لهم فيه شخصك ، وتجلس لهم مجلسا عامّا ، فتتواضع فيه للَّه الَّذي خلقك ، وتقعد عنهم جندك وأعوانك ، من أحراسك وشرطك ، حتّى يكلَّمك متكلَّمهم غير متتعتع ، فإنّي سمعت رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله

614

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 614
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست