responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 567


حملتكم على المكروه الَّذي يجعل اللَّه فيه خيرا ، فإن استقمتم هديتكم ، وإن اعوججتم قوّمتكم ، وإن أبيتم تداركتكم - لكانت الوثقى .
ولكن بمن وإلى من أريد أن أداوي بكم وأنتم دائي ، كناقش الشّوكة بالشّوكة ، وهو يعلم أنّ ضلعها معها .
اللَّهمّ قد ملَّت أطباء هذا الدّاء الدّويّ ، وكلَّت النّزعة بأشطان الرّكيّ . . إنّ الشّيطان يسنّي لكم طرقه ، ويريد أن يحلّ دينكم عقدة عقدة ، ويعطيكم بالجماعة الفرقة وبالفرقة الفتنة . فأصدفوا عن نزغاته ونفثاته ، واقبلوا النّصيحة ممّن أهداها إليكم ، واعقلوها على أنفسكم . ( الخطبة 119 ، 229 ) ومن كلام له ( ع ) قاله للخوارج وقد خرج إلى معسكرهم وهم مقيمون على انكار الحكومة ، فقال عليه السلام : أكلَّكم شهد معنا صفّين فقالوا : منّا من شهد ومنّا من لم يشهد . قال : فامتازوا فرقتين ، فليكن من شهد صفّين فرقة ، ومن لم يشهدها فرقة ، حتّى أكلَّم كلا منكم بكلامه . ونادى النّاس فقال : أمسكوا عن الكلام ، وأنصتوا لقولي ، وأقبلوا بأفئدتكم إليّ ، فمن نشدناه شهادة فليقل بعلمه فيها . ثمّ كلَّمهم عليه السّلام بكلام طويل ، من جملته أن قال عليه السّلام : ألم تقولوا عند رفعهم المصاحف حيلة وغيلة ، ومكرا وخديعة : إخواننا وأهل دعوتنا ، استقالونا واستراحوا إلى كتاب اللَّه سبحانه ، فالرّأي القبول منهم والتّنفيس عنهم . فقلت لكم : هذا أمر ظاهره إيمان وباطنه عدوان . وأوّله رحمة ، وآخره ندامة . فأقيموا على شأنكم ، والزموا طريقتكم ، وعضّوا على الجهاد بنواجذكم . ولا تلتفتوا إلى ناعق نعق : إن أجيب أضلّ ، وإن ترك ذلّ . وقد كانت هذه الفعلة ، وقد رأيتكم أعطيتموها . واللَّه لئن أبيتها ما وجبت عليّ فريضتها ، ولا حمّلني اللَّه ذنبها . وواللَّه إن جئتها إنّي للمحقّ الَّذي يتّبع . وإنّ الكتاب لمعي ، ما فارقته مذ صحبته . فلقد كنّا مع رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - وإنّ القتل ليدور على الآباء والأبناء والإخوان والقرابات ، فما نزداد على كلّ مصيبة وشدّة إلَّا إيمانا ، ومضيّا على الحقّ ، وتسليما للأمر ، وصبرا على مضض الجراح .
ولكنّا إنّما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزّيغ والاعوجاج والشّبهة والتّأويل . فإذا طمعنا في خصلة يلمّ اللَّه بها شعثنا ،

567

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 567
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست