نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 556
الأغلف القلب ، المقارب العقل ، والأولى أن يقال لك : إنّك رقيت سلَّما أطلعك مطلع سوء عليك لا لك ، لأنّك نشدت غير ضالَّتك ، ورعيت غير سائمتك ، وطلبت أمرا لست من أهله ولا في معدنه . فما أبعد قولك من فعلك وقريب ما أشبهت من أعمام وأخوال ، حملتهم الشّقاوة وتمنّي الباطل على الجحود بمحمّد - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - فصرعوا مصارعهم حيث علمت ، لم يدفعوا عظيما ، ولم يمنعوا حريما ، بوقع سيوف ما خلا منها الوغى ، ولم تماشها الهوينا . وقد أكثرت في قتلة عثمان ، فادخل فيما دخل فيه النّاس ، ثمّ حاكم القوم إليّ ، أحملك وإيّاهم على كتاب اللَّه تعالى ، وأمّا تلك الَّتي تريد ( أي إبقائك على ولاية الشام ) ، فإنّها خدعة الصّبيّ عن اللَّبن في أوّل الفصال ، والسّلام لأهله . ( الخطبة 303 ، 550 ) من كتاب ( ع ) إلى معاوية أيضا : أمّا بعد ، فقد آن لك أن تنتفع باللَّمح الباصر من عيان الأمور ، فقد سلكت مدارج أسلافك بادّعائك الأباطيل ، وإقحامك غرور المين ( أي الكذب ) والأكاذيب . وبانتحالك ما قد علا عنك ، وابتزازك لما اختزن دونك ، فرارا من الحقّ ، وجحودا لما هو ألزم لك من لحمك ودمك ، ممّا قد وعاه سمعك ، وملئ به صدرك ، فما ذا بعد الحقّ إلَّا الضّلال المبين ، وبعد البيان إلَّا اللَّبس فاحذر الشّبهة واشتمالها على لبستها ، فإنّ الفتنة طالما أغدفت جلابيبها ( أي طالما أسدلت الفتنة أغطية الباطل فأخفت الحق ) ، وأغشت الأبصار ظلمتها . وقد أتاني كتاب منك ذو أفانين من القول ، ضعفت قواها عن السّلم ، وأساطير لم يحكها منك علم ولا حلم ، أصبحت منها كالخائض في الدّهاس ( أي الأرض الرخوة ) والخابط في الدّيماس ( أي المكان المظلم ) . وترقّيت إلى مرقبة بعيدة المرام ، نازحة الأعلام ، تقصر دونها الأنوق ( هو طائر عزيز البيض ) ويحاذي بها العيّوق ( هو نجم أحمر مضيء في طرف المجرة الأيمن ) ، وحاش للَّه أن تلي للمسلمين بعدي صدرا أو وردا ، أو أجري لك على أحد منهم عقدا أو عهدا فمن الآن فتدارك نفسك ، وانظر لها ، فإنّك إن فرّطت حتّى ينهد إليك عباد اللَّه ( أي يقوموا لحربك ) أرتجت
556
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 556