responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 555


وابتلى فيها أهلها ، ليعلم أيّهم أحسن عملا . ولسنا للدّنيا خلقنا ، ولا بالسّعي فيها أمرنا ، وإنّما وضعنا فيها لنبتلى بها . وقد ابتلاني اللَّه بك وابتلاك بي ، فجعل أحدنا حجّة على الآخر ، فعدوت على الدّنيا بتأويل القرآن ( يقصد بذلك تأويل معاوية بعض آيات القصاص على غير معناها ليقنع أهل الشام بأحقيته في الطلب بدم عثمان ) ، فطلبتني بما لم تجن يدي ولا لساني ، وعصبته أنت وأهل الشّام بي ( أي ربطتم بي دم عثمان ) ، وألَّب ( أي حرض ) عالمكم جاهلكم ، وقائمكم قاعدكم . فاتّق اللَّه في نفسك ، ونازع الشّيطان قيادك ، واصرف إلى الآخرة وجهك فهي طريقنا وطريقك . واحذر أن يصيبك اللَّه منه بعاجل قارعة ، تمسّ الأصل ، وتقطع الدّابر ، فإنّي أولي لك باللَّه أليّة غير فاجرة ( أي أحلف باللَّه ) لئن جمعتني وإيّاك جوامع الأقدار ، لا أزال بباحتك ، حتّى يحكم اللَّه بيننا وهو خير الحاكمين . ( الخطبة 294 ، 541 ) من كتاب له ( ع ) إلى معاوية جوابا : أمّا بعد ، فإنّا كنّا نحن وأنتم على ما ذكرت من الألفة والجماعة ، ففرّق بيننا وبينكم أمس أنّا آمنّا وكفرتم ، واليوم أنّا استقمنا وفتنتم ، وما أسلم مسلمكم إلَّا كرها ، وبعد أن كان أنف الإسلام كلَّه لرسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - حزبا .
وذكرت أنّي قتلت طلحة والزبير ، وشرّدت بعائشة ، ونزلت بين المصرين ( أي الكوفة والبصرة ) . وذلك أمر غبت عنه فلا عليك ، ولا العذر فيه إليك .
وذكرت أنّك زائري في المهاجرين والأنصار ، وقد انقطعت الهجرة يوم أسر أخوك ( يقصد به عمرو بن أبي سفيان ، أسر يوم بدر ) ، فإن كان فيه عجل فاسترفه ( أي استح ولا تستعجل ) ، فإنّي إن أزرك فذلك جدير أن يكون اللَّه إنّما بعثني إليك للنّقمة منك وإن تزرني فكما قال أخو بني أسد :
مستقبلين رياح الصّيف تضربهم * بحاصب بين أغوار وجلمود وعندي السّيف الَّذي أعضضته بجدّك ( وهو عتبة بن ربيعة ) وخالك ( وهو الوليد بن عتبة ) وأخيك ( وهو حنظلة ) في مقام واحد ( أي يوم بدر ) وإنّك - واللَّه - ما علمت

555

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست