responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 554


من كتاب له ( ع ) إلى عمرو بن العاص : فإنّك قد جعلت دينك تبعا لدنيا امرئ ظاهر غيّه ( يقصد به معاوية ) ، مهتوك ستره ، يشين الكريم بمجلسه ، ويسفّه الحليم بخلطته . فاتّبعت أثره ، وطلبت فضله ، اتّباع الكلب للضّرغام ، يلوذ بمخالبه ، وينتظر ما يلقى إليه من فضل فريسته ، فأذهبت دنياك وآخرتك . ولو بالحقّ أخذت أدركت ما طلبت . فإن يمكَّنّي اللَّه منك ومن ابن أبي سفيان أجزكما بما قدّمتما ، وإن تعجزا وتبقيا ، فما أمامكما شرّ لكما ، والسّلام . ( الخطبة 278 ، 496 ) من كتاب له ( ع ) إلى زياد بن أبيه ، وقد بلغه أن معاوية كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه : وقد عرفت أنّ معاوية كتب إليك يستزلّ لبّك ، ويستفلّ غربك ( أي يثلم حدتك ونشاطك ) فاحذره ، فإنّما هو الشّيطان : يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ليقتحم غفلته ، ويستلب غرّته ( العقل الغرّ هو الساذج ) .
وقد كان من أبي سفيان ( والد معاوية ) في زمن عمر بن الخطَّاب فلتة من حديث النّفس ( يقصد بها قوله عن زياد : أني أعلم من وضعه في رحم أمه ، يريد بذلك نفسه ) ونزغة من نزعات الشّيطان ، لا يثبت بها نسب ، ولا يستحقّ بها إرث ، والمتعلَّق بها كالواغل المدفّع ( الواغل هو الذي يهجم على الشرب ليشرب معهم وليس منهم ، فلا يزال مدفّعا محاجزا ) ، والنّوط المذبذب ( هو ما يناط برحل الراكب من قدح فهو دائم التقلقل ) . ( الخطبة 283 ، 501 ) من كتاب له ( ع ) إلى معاوية : وإنّ البغي والزّور يذيعان بالمرء ( أي يفضحانه ) في دينه ودنياه ، ويبديان خلله عند من يعيبه . وقد علمت أنّك غير مدرك ما قضي فواته ( يعني دم عثمان ) وقد رام أقوام أمرا بغير الحقّ فتأوّلوا على اللَّه فأكذبهم ( يقصد أصحاب الجمل ) . فاحذر يوما يغتبط فيه من أحمد عاقبة عمله ، ويندم من أمكن الشّيطان من قياده فلم يجاذبه .
وقد دعوتنا إلى حكم القرآن ولست من أهله ، ولسنا إيّاك أجبنا ، ولكنّا أجبنا القرآن في حكمه ، والسّلام . ( الخطبة 287 ، 512 ) من كتاب له ( ع ) إلى معاوية : أمّا بعد ، فإنّ اللَّه سبحانه قد جعل الدّنيا لما بعدها ،

554

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست