responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 550


ومن كتاب له ( ع ) إلى معاوية : أمّا بعد فقد أتتني منك موعظة موصّلة ( أي ملفقة ) ورسالة محبّرة ( أي مزينة ) . نمّقتها بضلالك ، وأمضيتها بسوء رأيك . وكتاب أمرئٍ ليس له بصر يهديه ، ولا قائد يرشده . قد دعاه الهوى فأجابه ، وقاده الضّلال فاتّبعه . فهجر لاغطا وضلّ خابطا . ( الخطبة 246 ، 446 ) ومن كتاب له ( ع ) إلى جرير بن عبد اللَّه البجلي لما أرسله إلى معاوية : أمّا بعد ، فإذا أتاك كتابي فاحمل معاوية على الفصل ( أي الحكم القاطع ) وخذه بالأمر الجزم .
ثمّ خيّره بين حرب مجلية ، أو سلم مخزية . فإن اختار الحرب فانبذ إليه . وإن اختار السّلم فخذ بيعته . والسّلام . ( الخطبة 247 ، 447 ) فيا عجبا للدّهر إذ صرت يقرن بي من لم يسع بقدمي ، ولم تكن له كسابقتي الَّتي لا يدلي أحد بمثلها . ( الخطبة 248 ، 448 ) ومن كتاب له ( ع ) إلى معاوية : وكيف أنت صانع إذا تكشّفت عنك جلابيب ما أنت فيه من دنيا ، قد تبهّجت بزينتها ، وخدعت بلذّتها . دعتك فأجبتها ، وقادتك فاتّبعتها ، وأمرتك فأطعتها . وإنّه يوشك أن يقفك واقف على ما لا ينجيك منه مجنّ ( أي ترس تحتمي به ) فاقعس ( أي تأخر ) عن هذا الأمر ، وخذ أهبة الحساب . وشمّر لما قد نزل بك ، ولا تمكَّن الغواة من سمعك . وإلَّا تفعل أعلمك ما أغفلت من نفسك .
فإنّك مترف قد أخذ الشّيطان منك مأخذه ، وبلغ فيك أمله ، وجرى منك مجرى الرّوح والدّم .
ومتى كنتم يا معاوية ساسة الرّعيّة وولاة أمر الأمّة بغير قدم سابق ، ولا شرف باسق . ونعوذ باللَّه من لزوم سوابق الشّقاء . وأحذّرك أن تكون متماديا في غرّة الأمنيّة ، مختلف العلانية والسّريرة .
وقد دعوت إلى الحرب ، فدع النّاس جانبا وأخرج إليّ ، وأعف الفريقين من القتال ، لتعلم أيّنا المرين ( اسم مفعول من ران ذنبه على قلبه أي غطى بصيرته ) على قلبه والمغطَّى على بصره . فأنا أبو حسن قاتل جدّك وأخيك وخالك شدخا يوم بدر . وذلك السّيف معي . وبذلك القلب ألقى عدوّي ، ما استبدلت دينا ، ولا استحدثت نبيّا .

550

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 550
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست