نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 514
فقال عليه السلام : ما بالكم لا سدّدتم لرشد ، ولا هديتم لقصد أفي مثل هذا ينبغي لي أن أخرج وإنّما يخرج في مثل هذا رجل ممّن أرضاه من شجعانكم وذوي بأسكم ، ولا ينبغي لي أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض ، والقضاء بين المسلمين ، والنّظر في حقوق المطالبين ، ثمّ أخرج في كتيبة أتبع أخرى ، أتقلقل تقلقل القدح ( أي السهم قبل أن يراش ) في الجفير الفارغ ( أي الكنانة التي توضع فيها السهام ) . وإنّما أنا قطب الرّحى ، تدور عليّ وأنا بمكاني ، فإذا فارقته استحار ( أي اضطرب ) مدارها ، واضطرب ثفالها ( الثفال الحجر الأسفل من الرحى ) . هذا لعمر اللَّه الرّأي السّوء واللَّه لولا رجائي الشّهادة عند لقائي العدوّ - ولو قد حمّ لي لقاؤه - لقرّبت ركابي ، ثمّ شخصت عنكم ، فلا أطلبكم ما اختلف جنوب وشمال ، طعّانين عيّابين ، حيّادين روّاغين . إنّه لا غناء في كثرة عددكم ، مع قلَّة اجتماع قلوبكم . لقد حملتكم على الطَّريق الواضح الَّتي لا يهلك عليها إلَّا هالك . من استقام فإلى الجنّة ، ومن زلّ فإلى النّار . ( الخطبة 117 ، 227 ) ومن كلام له ( ع ) بعد ليلة الهرير ، وقد قام إليه رجل من أصحابه فقال : نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها ، فلم ندر أي الأمرين أرشد فصفق عليه السلام إحدى يديه على الأخرى ثم قال : هذا جزاء من ترك العقدة . أما واللَّه لو أنّي حين أمرتكم بما أمرتكم به حملتكم على المكروه الَّذي يجعل اللَّه فيه خيرا ، فإن استقمتم هديتكم ، وإن اعوججتم قوّمتكم ، وإن أبيتم تداركتكم - لكانت الوثقى . ولكن بمن وإلى من أريد أن أداوي بكم وأنتم دائي ، كناقش الشّوكة بالشّوكة ، وهو يعلم أنّ ضلعها معها . اللَّهمّ قد ملَّت أطبّاء هذا الدّاء الدّويّ ، وكلَّت النّزعة بأشطان الرّكيّ . أين القوم الَّذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه ، وقرؤوا القرآن فأحكموه ، وهيجوا إلى الجهاد فولهوا وله اللَّقاح إلى أولادها ، وسلبوا السّيوف أغمادها ، وأخذوا بأطراف الأرض زحفا زحفا ، وصفّا صفّا . بعض هلك ، وبعض نجا . ( الخطبة 119 ، 229 ) ومن كلام له ( ع ) قاله لأصحابه في ساحة الحرب بصفين : وأيّ أمرئٍ منكم أحسّ من نفسه رباطة جأش عند اللَّقاء ، ورأى من أحد من إخوانه فشلا ، فليذبّ عن
514
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 514