responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 513


صاحبهم ، وإبطائكم عن حقّي . ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها ، وأصبحت أخاف ظلم رعيّتي . استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا ، وأسمعتكم فلم تسمعوا ، ودعوتكم سرّا وجهرا فلم تستجيبوا ، ونصحت لكم فلم تقبلوا . أشهود كغيّاب ، وعبيد كأرباب أتلو عليكم الحكم فتنفرون منها ، وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرّقون عنها ، وأحثّكم على جهاد أهل البغي ، فما آتي على آخر قولي حتّى أراكم متفرّقين أيادي سبأ . ترجعون إلى مجالسكم وتتخادعون عن مواعظكم .
أقوّمكم غدوة ، وترجعون إليّ عشيّة ، كظهر الحنيّة ( أي القوس ) . عجز المقوّم ، وأعضل المقوّم .
أيّها القوم الشّاهدة أبدانهم ، الغائبة عنهم عقولهم ، المختلفة أهواؤهم ، المبتلى بهم أمراؤهم . صاحبكم يطيع اللَّه وأنتم تعصونه ، وصاحب أهل الشّام يعصي اللَّه وهم يطيعونه . لوددت واللَّه أنّ معاوية صارفني بكم صرف الدّينار بالدّرهم ، فأخذ منّي عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم . يا أهل الكوفة ، منيت منكم بثلاث واثنتين : صمّ ذوو أسماع ، وبكم ذوو كلام ، وعمي ذوو أبصار . لا أحرار صدق عند اللَّقاء ، ولا إخوان ثقة عند البلاء تربت أيديكم يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها ، كلَّما جمعت من جانب تفرّقت من آخر . واللَّه لكأنّي بكم فيما إخالكم : أن لو حمس الوغى ، وحمي الضّراب ، قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها ( عند الولادة أو عندما يشهر عليها سلاح ) . وإنّي لعلى بيّنة من ربّي ، ومنهاج من نبيّي . وإنّي لعلى الطَّريق الواضح ألقطه لقطا . ( الخطبة 95 ، 188 ) وقال ( ع ) في الصالحين من أصحابه : أنتم الأنصار على الحقّ ، والإخوان في الدّين ، والجنن يوم البأس ، والبطانة دون النّاس . بكم أضرب المدبر ، وأرجو طاعة المقبل . فأعينوني بمناصحة خليّة من الغشّ ، سليمة من الرّيب . فواللَّه إنّي لأولى النّاس بالنّاس . ( الخطبة 116 ، 226 ) ومن كلام له ( ع ) وقد جمع الناس وحضهم على الجهاد فسكتوا مليا ، فقال عليه السلام : ما بالكم أمخرسون أنتم ( فقال قوم منهم : يا أمير المؤمنين ، إن سرت سرنا معك ) .

513

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 513
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست