نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 486
ولا تردّ لها راية . تأتيكم مزمومة مرحولة : يحفزها قائدها ، ويجهدها راكبها . أهلها قوم شديد كلبهم ، قليل سلبهم . يجاهدهم في سبيل اللَّه قوم أذلة عند المتكبّرين . في الأرض مجهولون ، وفي السّماء معروفون . فويل لك يا بصرة عند ذلك ، من جيش من نقم اللَّه لا رهج له ( أي غبار ) ولا حسّ ( أي جلبة وضوضاء ) . وسيبتلى أهلك بالموت الأحمر ، والجوع الأغبر . ( الخطبة 100 ، 195 ) وقال ( ع ) عن فتنة بني أمية المقبلة : راية ضلال قد قامت على قطبها ، وتفرّقت بشعبها ، تكيلكم بصاعها ، وتخبطكم بباعها ، قائدها خارج من الملَّة ، قائم على الضّلَّة . فلا يبقى يومئذ منكم إلَّا ثقالة كثفالة القدر ( الثفالة : ما يبقى في القدر من عكر ) ، أو نفاضة كنفاضة العكم ( ما يسقط من الكيس بالنفض ) . تعرككم عرك الأديم ( أي الجلد ) ، وتدوسكم دوس الحصيد . وتستخلص المؤمن من بينكم استخلاص الطَّير الحبّة البطينة ( أي السمينة ) من بين هزيل الحبّ . . . فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه ، وركب الجهل مراكبه . وعظمت الطَّاغية ، وقلَّت الدّاعية . وصال الدّهر صيال السّبع العقور ، وهدر فنيق ( أي فحل الإبل ) البّاطل بعد كظوم ( أي سكون ) ، وتواخي النّاس على الفجور ، وتهاجروا على الدّين ، وتحابّوا على الكذب ، وتباغضوا على الصّدق . فإذا كان ذلك كان الولد غيظا ( أي يغيظ والده لشبوبه على العقوق ) ، والمطر قيظا . وتفيض اللَّئام فيضا ، وتغيض الكرام غيضا ( أي تقل ) . وكان أهل ذلك الزّمان ذئابا ، وسلاطينه سباعا . وأوساطه أكَّالا ، وفقراؤه أمواتا . وغار الصّدق ، وفاض الكذب . واستعملت المودّة باللَّسان ، وتشاجر النّاس بالقلوب . وصار الفسوق نسبا ، والعفاف عجبا . ولبس الإسلام لبس الفرو مقلوبا . ( الخطبة 106 ، 206 ) وقال ( ع ) محذرا من الفتن المقبلة : ثمّ إنّكم معشر العرب أغراض بلايا قد اقتربت . فاتّقوا سكرات النّعمة ، واحذروا بوائق النّقمة . وتثبّتوا في قتام ( أي غبار ) العشوة ( أي ركوب الأمر على غير بيان ) ، واعوجاج الفتنة عند طلوع جنينها ، وظهور كمينها ، وانتصاب قطبها ومدار رحاها . تبدأ في مدارج خفيّة ، وتؤول إلى فظاعة جليّة . شبابها ( أي أولها ) كشباب الغلام ، وآثارها كآثار السّلام . يتوارثها الظَّلمة بالعهود .
486
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 486