responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 436


وأما الذي مال إلى صهره فهو عبد الرحمن بن عوف كان صهرا لعثمان . ومجمل قصة الشورى أنه بعد وفاة عمر اجتمع الصحابة الستة الذين عينهم عمر وهم : علي بن أبي طالب « ع » وعثمان بن عفان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف . وتشاوروا في أمر الخلافة فاختلفوا ، فوهب طلحة حقه في الشورى لعثمان ، حيث تحرك ضغنه على بني هاشم ، وأعطى الزبير حقه لعلي ( ع ) لقرابته من علي ( ع ) فهو ابن عمته صفية ، وأعطى سعد حقه لابن عمه عبد الرحمن لأنهما من قبيلة زهرة . لكن عبد الرحمن ما لبث أن أخرج نفسه من الخلافة لعلمه بأن قبيلته زهرة لا ترقى إلى الخلافة .
فبقى في الحلبة علي ( ع ) وعثمان . ولما كان عمر قد أعطى عبد الرحمن حق الفصل في حال تعادل الأصوات ، توجه عبد الرحمن بن عوف إلى الإمام علي ( ع ) وقال له : أمدد يدك أبايعك على كتاب اللَّه وسنة رسوله وسيرة الشيخين ، فقال ( ع ) : بل أبايع على كتاب اللَّه وسنة رسوله ومبلغ علمي واجتهادي . فتحول عبد الرحمن إلى صهره عثمان ، فبايعه عثمان على ما يريد ، وانتهت قصة الشورى ، بين فلان يميل لبغضه من فلان ، وفلان يميل إلى قرابته من فلان . ثم يطلقون عليها اسم الشورى ، والشورى منها براء ، وإنما هي شورى الهنات والخصومات والمصالح والغايات ) .
إلى أن قام ثالث القوم نافجا حصنيئه بين نثيله ومعتلفه ( النثيل : الروث ، والمعنى أن همه الأكل ) . وقام معه بنو أبيه ( أي بني أمية ) يخضمون مال اللَّه خضم الإبل نبتة الرّبيع .
إلى أن انتكث عليه فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بطنته ( أي أهلكه جشعه وإسرافه في الشبع ) .
فما راعني إلَّا والنّاس كعرف الضّبع إليّ ، ينثالون عليّ من كلّ جانب ، حتّى لقد وطيء الحسنان ( أي الحسن والحسين عليهما السلام ) ، وشقّ عطفاي . مجتمعين حولي كربيضة الغنم ( كناية عن ازدحام الناس الذين تواردوا لمبايعة الإمام علي عليه السلام ) . فلمّا نهضت بالأمر نكثت طائفة ( أي أصحاب الجمل وعلى رأسهم طلحة والزبير وعائشة ) ومرقت أخرى ( أي أصحاب النهروان وهم الخوارج ) وقسط آخرون ( أي أصحاب صفين وهم أهل الشام وعلى رأسهم معاوية وعمرو بن العاص ، والقسط هو الفسوق والخروج عن الطاعة ) . كأنّهم لم يسمعوا اللَّه سبحانه يقول * ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ ولا فَساداً والْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) * بلى واللَّه ، لقد سمعوها ووعوها ، ولكنّهم حليت الدّنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها ( أي زينتها ) . أما والَّذي فلق الحبّة ، وبرأ النّسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود النّاصر ( أي أن اجتماع الأنصار حول الإمام

436

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست