نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 435
( أي ما أبعد الشبه بين الحالة التي استلم فيها عمر الخلافة ، وقد كان كل شيء مستتبا على ما يرام ، وبين الحالة التي تسلم فيها الإمام علي الخلافة ، وقد انتقض الأمر فيها عروة عروة ، فمسؤوليات الإمام علي تجاه الوضع لا تقارن بعمر ) . فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته ( أي أن من كان يطلب الإقالة من الخلافة - وهو أبو بكر - لقوله : أقيلوني فلست بخيركم ، ليس يجدر به أن يجعل الخلافة لشخص آخر ويلزم الناس بخلافته من بعده ، بل كان الأجدر به أن يترك الأمر شورى ) . لشدّ ما تشطَّرا ضرعيها ( أي أنّ الخليفة الأول والثاني اجتمعا على أمر الخلافة كالمجتمعين على ضرعي ناقة ، ينال كل واحد منهما ضرعا بالتساوي ) . فصيّرها ( أي أبو بكر ) في حوزة خشناء ( أي عمر بن الخطاب ، وهذا بيان لما كان عليه من القسوة التي تجور على العدل ) يغلظ كلمها ، ويخشن مسّها ( أي إذا مسها شخص تؤذيه وتضره ، وإذا جرحته كان جرحها غليظا أي عميقا ) ويكثر العثار فيها والاعتذار منها ( هذه حال من تصعب معاملته ، فالمرء يتعثر كثيرا في السير معه ، وهو لشدة جهله كلما أخطأ اعتذر ) فصاحبها ( أي الخلافة ) كراكب الصّعبة ( أي الناقة غير الذلول ) إن أشنق لها خرم ، وإن أسلس لها تقحّم ( أي لا يجد طريقة في تسيير هذه الناقة ، لا بأن يشد لها الزمام ولا بأن يرخيه ) . فمني النّاس - لعمر اللَّه - ( أي أصيبوا ) ، بخبط وشماس ، وتلوّن واعتراض ( صفات سيئة للناقة الشموس التي لا تسير على طريق مستقيم ) . فصبرت على طول المدّة وشدّة المحنة . حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم . فيا للَّه وللشّورى متى اعترض الرّيب فيّ مع الأوّل منهم ، حتّى صرت أقرن إلى هذه النّظائر لكنّي أسففت إذ أسفّوا ( أسفّ الطائر : دنا من الأرض ) ، وطرت إذ طاروا ( يريد بذلك عدم مخالفته لهم ) . فصغى رجل منهم لضغنه ، ومال الآخر لصهره ، مع هن وهن . توضيح قصة الشورى : ( فأما الذي صغى لضغنه فهو طلحة ، وأنما مال إلى عثمان لعداوته لعلي « ع » ، باعتبار أنه تيمي وابن عم أبي بكر ، فتحرك في نفسه الضغن الذي بين تيم وهاشم لأجل الخلافة .
435
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 435