responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 374


يا قوم هذا إبّان ورود كلّ موعود ، ودنوّ من طلعة ما لا تعرفون . ألا وإنّ من أدركها منّا يسري فيها بسراج منير ، ويحذو فيها على مثال الصّالحين . ليحلّ فيها ربقا ، ويعتق رقا ، ويصدع شعبا ، ويشعب صدعا . في سترة عن النّاس ، لا يبصر القائف أثره ، ولو تابع نظره . ثمّ ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين ( الحداد ) النّصل . تجلى بالتّنزيل ( أي القرآن ) أبصارهم ، ويرمى بالتفسير في مسامعهم ، ويغبقون ( أي يسقون ) كأس الحكمة بعد الصّبوح ( أي ما يشرب في الصباح ) . ( الخطبة 148 ، 262 ) وقال ( ع ) محذرا من الفتن المقبلة : ثمّ إنّكم معشر العرب أغراض بلايا قد اقتربت .
فاتّقوا سكرات النّعمة ، واحذروا بوائق النّقمة . وتثبّتوا في قتام ( أي غبار ) العشوة ( أي ركوب الأمر على غير بيان ) ، واعوجاج الفتنة عند طلوع جنينها ، وظهور كمينها ، وانتصاب قطبها ومدار رحاها . تبدأ في مدارج خفيّة ، وتؤول إلى فظاعة جليّة .
شبابها ( أي أولها ) كشباب الغلام ، وآثارها كآثار السّلام . يتوارثها الظَّلمة بالعهود .
أوّلهم قائد لآخرهم ، وآخرهم مقتد بأوّلهم . يتنافسون في دنيا دنيّة ، ويتكالبون على جيفة مريحة . وعن قليل يتبرّأ التّابع من المتبوع ، والقائد من المقود . فيتزايلون بالبغضاء ، ويتلاعنون عند اللَّقاء . ثمّ يأتي بعد ذلك طالع الفتنة الرّجوف ، والقاصمة الزّحوف .
فتزيغ قلوب بعد استقامة ، وتضلّ رجال بعد سلامة . وتختلف الأهواء عند هجومها ، وتلتبس الآراء عند نجومها ( أي ظهورها ) . من أشرف لها قصمته ، ومن سعى فيها حطمته . يتكادمون فيها تكادم ( أي يعض بعضهم بعضا ) الحمر في العانة ( أي جماعة حمر الوحش ) . قد اضطرب معقود الحبل ، وعمي وجه الأمر . تغيض فيها الحكمة ، وتنطق فيها الظَّلمة . وتدقّ أهل البدو بمسحلها ، وترضّهم بكلكلها . يضيع في غبارها الوحدان ( أي المتفردون ) ، ويهلك في طريقها الرّكبان . ترد بمرّ القضاء وتحلب عبيط الدّماء . وتثلم منار الدّين ، وتنقض عقد اليقين . يهرب منها الأكياس ( أي العاقلون ) ، ويدبّرها الأرجاس . مرعاد مبراق ، كاشفة عن ساق . تقطع فيها الأرحام ، ويفارق عليها الإسلام . بريّها سقيم ، وظاعنها مقيم .
( منها ) بين قتيل مطلول ، وخائف مستجير . يختلون بعقد الأيمان ، وبغرور الإيمان .

374

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست