responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 373


وقال ( ع ) يتنبأ بمجيء عبد الملك بن مروان : كأنّي به قد نعق بالشّام ، وفحص براياته في ضواحي كوفان ( أي الكوفة ) ، فعطف عليها عطف الضّروس ( أي الناقة السيئة الطبع ) ، وفرش الأرض بالرّؤوس . قد فغرت فاغرته ، وثقلت في الأرض وطأته . بعيد الجولة ، عظيم الصّولة . واللَّه ليشرّدنّكم في أطراف الأرض ، حتّى لا يبقى منكم إلَّا قليل ، كالكحل في العين . فلا تزالون كذلك ، حتّى تؤوب إلى العرب عوازب أحلامها . ( الخطبة 136 ، 250 ) ومن كلام له ( ع ) في وقت الشورى : فاسمعوا قولي ، وعوا منطقي ، عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا اليوم ، تنتضى فيه السّيوف ، وتخان فيه العهود ، حتّى يكون بعضكم أئمّة لأهل الضّلالة ، وشيعة لأهل الجهالة . ( الخطبة 137 ، 251 ) وإنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحقّ ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على اللَّه ورسوله . وليس عند أهل ذلك الزّمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حقّ تلاوته ، ولا أنفق ( أي أروج ) منه إذا حرّف عن مواضعه .
ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر . فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته . فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيّان ، وصاحبان مصطحبان ، في طريق واحد لا يؤويهما مؤو . فالكتاب وأهله في ذلك الزّمان في النّاس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم . لأنّ الضّلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا .
فاجتمع القوم على الفرقة ، وافترقوا عن الجماعة ، كأنّهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم . فلم يبق عندهم منه إلَّا اسمه ، ولا يعرفون إلَّا خطَّه وزبره ( أي كتابته ) . ومن قبل ما مثّلوا بالصّالحين كلّ مثلة ، وسمّوا صدقهم على اللَّه فرية . وجعلوا في الحسنة عقوبة السّيّئة . ( الخطبة 145 ، 258 ) وقال ( ع ) عن زمان الضلال المقبل وحال المؤمن فيه : وأخذوا يمينا وشمالا ظعنا في مسالك الغيّ ، وتركا لمذاهب الرّشد فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد ولا تستبطئوا ما يجيء به الغد . فكم من مستعجل بما إن أدركه ودّ أنّه لم يدركه . وما أقرب اليوم من تباشير غد

373

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست