responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 370


فإذا أنتم ألنتم له ( أي للإمام علي ) رقابكم ، وأشرتم إليه بأصابعكم ، جاءه الموت فذهب به ، فلبثتم بعده ما شاء اللَّه ، حتّى يطلع اللَّه لكم من يجمعكم ويضمّ نشركم . فلا تطمعوا في غير مقبل ، ولا تيأسوا من مدبر ( أي من أدبرت حاله في عمله ولم يزل طالبا ) ، فإنّ المدبر عسى أن تزلّ به إحدى قائمتيه ( أي رجليه ) ، وتثبت الأخرى ، فترجعا حتّى تثبتا جميعا .
ألا إنّ مثل آل محمّد - صلَّى اللَّه عليه وآله - كمثل نجوم السّماء ، إذا خوى نجم طلع نجم ، فكأنّكم قد تكاملت من اللَّه فيكم الصّنائع ، وأراكم ما كنتم تأملون . ( الخطبة 98 ، 193 ) وقال ( ع ) يتنبأ بمجيء عبد الملك بن مروان أحد ملوك بني أمية البارزين : أيّها النّاس ، لا يجرمنّكم شقاقي ، ولا يستهوينّكم عصياني ، ولا تتراموا بالأبصار عندما تسمعونه منّي . فوالَّذي فلق الحبّة ، وبرأ النّسمة ، إنّ الَّذي أنبئكم به عن النّبيّ الأمّيّ - صلَّى اللَّه عليه وآله - ما كذب المبلَّغ ، ولا جهل السّامع . لكأنّي أنظر إلى ضلَّيل قد نعق بالشّام ( يقصد به عبد الملك بن مروان ) ، وفحص براياته في ضواحي كوفان ( أي الكوفة ) . فإذا فغرت فأغرته ( أي انفتح فمه ) ، واشتدّت شكيمته ، وثقلت في الأرض وطأته ، عضّت الفتنة أبناءها بأنيابها ، وماجت الحرب بأمواجها ، وبدا من الأيّام كلوحها ، ومن اللَّيالي كدوحها . فإذا أينع زرعه وقام على ينعه ، وهدرت شقاشقه وبرقت بوارقه ، عقدت رايات الفتن المعضلة ، وأقبلن كاللَّيل المظلم ، والبحر الملتطم . هذا ، وكم يخرق الكوفة من قاصف ، ويمرّ عليها من عاصف . وعن قليل تلتفّ القرون بالقرون ، ويحصد القائم ، ويحطم المحصود . ( الخطبة 99 ، 194 ) وقال ( ع ) عن حوادث البصرة المقبلة : فتن كقطع اللَّيل المظلم ، لا تقوم لها قائمة ولا تردّ لها راية . تأتيكم مزمومة مرحولة : يحفزها قائدها ، ويجهدها راكبها . أهلها قوم شديد كلبهم ، قليل سلبهم . يجاهدهم في سبيل اللَّه قوم أذلة عند المتكبّرين ، في الأرض مجهولون ، وفي السّماء معروفون . فويل لك يا بصرة عند ذلك ، من جيش من نقم اللَّه لا رهج له ( أي غبار ) ولا حسّ ( أي جلبة

370

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست