responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 369


وبين السّاعة ، ولا عن فئة تهدي مائة وتضلّ مائة ، إلَّا أنبأتكم بناعقها وقائدها وسائقها ، ومناخ ركابها ومحطَّ رحالها ، ومن يقتل من أهلها قتلا ، ومن يموت منهم موتا ، ولو قد فقدتموني ونزلت بكم كرائه الأمور ، وحوازب الخطوب ، لأطرق كثير من السّائلين ، وفشل كثير من المسؤولين ، وذلك إذا قلَّصت حربكم ، وشمّرت عن ساق ، وضاقت الدّنيا عليكم ضيقا ، تستطيلون معه أيّام البلاء عليكم ، حتّى يفتح اللَّه لبقيّة الأبرار منكم . ( الخطبة 91 ، 183 ) وأيم اللَّه لتجدنّ بني أميّة لكم أرباب سوء بعدي ، كالنّاب الضّروس ( أي الناقة المسنة الشرسة ) : تعذم بفيها ( أي تعض ) ، وتخبط بيدها ، وتزبن برجلها ( أي تضرب ) وتمنع درّها . لا يزالون بكم حتّى لا يتركوا منكم إلَّا نافعا لهم ، أو غير ضائر بهم .
ولا يزال بلاؤهم عنكم حتّى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلَّا كانتصار العبد من ربّه ، والصّاحب من مستصحبة . ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشيّة ، وقطعا جاهليّة .
ليس فيها منار هدى ، ولا علم يرى .
نحن أهل البيت منها بمنجاة ، ولسنا فيها بدعاة . ثمّ يفرّجها اللَّه عنكم كتفريج الأديم ( أي يزيل دولة بني أمية ويشقهم عما أحاطوا به ، كما يسلخ الجلد عن اللحم ) ، بمن يسومهم خسفا ، ويسوقهم عنفا ، ويسقيهم بكأس مصبّرة ، لا يعطيهم إلَّا السّيف ، ولا يحلسهم ( أي لا يكسوهم ) إلَّا الخوف . فعند ذلك تودّ قريش - بالدّنيا وما فيها - لو يرونني مقاما واحدا ، ولو قدر جزر جزور ( أي ولو مدة ذبح البعير ) ، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونيه . ( الخطبة 91 ، 184 ) واللَّه لا يزالون ( أي بني أمية ) حتّى لا يدعوا للَّه محرّما إلَّا استحلَّوه ، ولا عقدا إلَّا حلَّوه ، وحتّى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلَّا دخله ظلمهم ، ونبا به سوء رعيهم . وحتّى يقوم الباكيان يبكيان : باك يبكي لدينه ، وباك يبكي لدنياه . وحتّى تكون نصرة أحدكم من أحدهم كنصرة العبد من سيّده . إذا شهد أطاعه ، وإذا غاب اغتابه ، وحتّى يكون أعظمكم فيها عناء أحسنكم باللَّه ظنّا . فإن أتاكم اللَّه بعافية فاقبلوا ، وإنّ ابتليتم فاصبروا ، فإنّ العاقبة للمتّقين . ( الخطبة 96 ، )

369

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست