أنهارها ، وفي تعليق كبائس ( جمع كباسة وهي عنقود التمر في النخلة ) أللَّؤلؤ الرّطب في عساليجها ( أي غصونها ) وأفنانها . وطلوع تلك الثّمار مختلفة في غلف أكمامها ( جمع كم وهو وعاء الطلع ) تجنى من غير تكلَّف فتأتي على منية مجتنيها . ويطاف على نزّالها في أفنية قصورها بالأغسال المصفّقة ( أي المصفاة ) والخمور المروّقة . قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حتّى حلوّ دار القرار ، وأمنوا نقلة الأسفار . فلو شغلت قلبك أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة ( أي المعجبة ) لزهقت نفسك شوقا إليها ، ولتحمّلت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها .جعلنا اللَّه وإيّاكم ممّن يسعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته . ( الخطبة 165 ، 298 ) الفرائض الفرائض ، أدّوها إلى اللَّه تؤدّكم إلى الجنّة ( الخطبة 165 ، 301 ) العار وراءكم ، والجنّة أمامكم . ( الخطبة 169 ، 306 ) فإنّ رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله - كان يقول « إنّ الجنّة حفّت بالمكاره ، وإنّ النّار حفّت بالشّهوات » . ( الخطبة 174 ، 312 ) . . . في دار اصطنعها لنفسه . ظلَّها عرشه ، ونورها بهجته . وزوّارها ملائكته ، ورفقاؤها رسله . ( الخطبة 181 ، 331 ) أفرأيتم جزع أحدكم من الشّوكة تصيبه ، والعثرة تدميه ، والرّمضاء تحرقه فكيف إذا كان بين طابقين من نار ، ضجيع حجر ، وقرين شيطان . أعلمتم أنّ مالكا إذا غضب على النّار حطم بعضها بعضا لغضبه ، وإذا زجرها توثّبت بين أبوابها جزعا من زجرته . ( الخطبة 181 ، 332 ) في موقف ظنك المقام ، وأمور مشتبهة عظام . ونار شديد كلبها ، عال لجبها ، ساطع لهبها ، متغيّظ زفيرها ، متأجّج سعيرها ، بعيد خمودها ، ذاك وقودها ، مخوف وعيدها ، عم قرارها ، مظلمة أقطارها ، حامية قدورها ، فظيعة أمورها . * ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ) * قد أمن العذاب ، وانقطع العتاب ، وزحزحوا عن النّار . واطمأنّت بهم الدّار ، ورضوا المثوى والقرار . الَّذين كانت أعمالهم في الدّنيا زاكية ، وأعينهم باكية .وكان ليلهم في دنياهم نهارا ، تخشّعا واستغفارا ، وكان نهارهم ليلا ، توحّشا