responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 212


عنكم شيئا من دينه ، ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه إلَّا وجعل له علما باديا ، وآية محكمة ، تزجر عنه أو تدعو إليه ، فرضاه فيما بقي واحد ، وسخطه فيما بقي واحد .
واعلموا أنّه لن يرضى عنكم بشيء سخطه على من كان قبلكم ، ولن يسخط عليكم بشيء رضيه ممّن كان قبلكم . وإنّما تسيرون في أثر بيّن ، وتتكلَّمون برجع قول قد قاله الرّجال من قبلكم . قد كفاكم مئونة دنياكم ، وحثّكم على الشّكر ، وافترض من ألسنتكم الذّكر . ( الخطبة 181 ، 330 ) وقال ( ع ) : وإنّي لمن قوم لا تأخذهم في اللَّه لومة لائم . سيماهم سيما الصّدّيقين ، وكلامهم كلام الأبرار . عمّار اللَّيل ومنار النّهار . متمسّكون بحبل القرآن . يحيون سنن اللَّه وسنن رسوله . ( الخطبة 190 ، 4 ، 375 ) وقال ( ع ) يصف المتقين : أمّا اللَّيل فصافّون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونها ترتيلا . يحزّنون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم . فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، وتطلَّعت نفوسهم إليها شوقا ، وظنّوا أنّها نصب أعينهم . وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، وظنّوا أنّ زفير جهنّم وشهيقها في أصول آذانهم . ( الخطبة 191 ، 377 ) ثمّ أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه ، وسراجا لا يخبو توقّده . وبحرا لا يدرك قعره ، ومنهاجا لا يضلّ نهجه ، وشعاعا لا يضلم ضوؤه . وفرقانا لا يخمد برهانه ، وتبيانا لا تهدم أركانه ، وشفاء لا تخشى أسقامه وعزّا لا تهزم أنصاره ، وحقّا لا تخذل أعوانه .
فهو معدن الإيمان وبحبوحته ( أي وسطه ) ، وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافيّ ( جمع أثفية وهي الحجر يوضع عليه القدر ، أي على القرآن قام الاسلام ) الإسلام وبنيانه ، وأودية الحقّ وغيطانه ( جمع غوط وهي الأرض ذات النبات الطيّب ، أي أن هذا القرآن منابت طيبة يزكو بها الحقّ وينمو ) . وبحر لا ينزفه المستنزفون ( أي لا يستهلكه المغترفون ) ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ، ومنازل لا يضلّ نهجها المسافرون ، وأعلام لا يعمى عنها السّائرون ، وآكام لا يجوز عنها القاصدون . جعله اللَّه ريّا لعطش العلماء ، وربيعا لقلوب الفقهاء ،

212

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست