responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 888


نفسك ، وبمصرعه مصرعك . إنّ الدّنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزوّد منها ، ودار موعظة لمن اتّعظ بها . مسجد أحبّاء اللَّه ، ومصلَّى ملائكة اللَّه ، ومهبط وحي اللَّه ، ومتجر أولياء اللَّه . اكتسبوا فيها الرّحمة ، وربحوا فيها الجنّة . فمن ذا يذمّها وقد أذنت ببينها ( أي أعلمت أهلها ببعدها وزوالها عنهم ) ، ونادت بفراقها ، ونعت نفسها وأهلها ، فمثّلت لهم ببلائها البلاء ، وشوّقتهم بسرورها إلى السّرور راحت بعافية ، وابتكرت بفجيعة ، ترغيبا وترهيبا ، وتخويفا وتحذيرا . فذمّها رجال غداة النّدامة ، وحمدها آخرون يوم القيامة . ذكَّرتهم الدّنيا فتذكَّروا ، وحدّثتهم فصدّقوا ، ووعظتهم فاتّعظوا . ( 131 ح ، 590 ) ( 372 ) التحذير من الدنيا وغرورها قال الإمام علي ( ع ) : يصف هبوط آدم إلى الأرض : وأهبطه إلى دار البليّة ، وتناسل الذّرّيّة . ( الخطبة 1 ، 31 ) وقال ( ع ) في آخر الشقشقيّة : ولكنّهم حليت الدّنيا في أعينهم وراقهم زبرجها ( الزبرج : الزينة ) . ( الخطبة 3 ، 44 ) وقال ( ع ) عن حال الدنيا : ولقلَّما أدبر شيء فأقبل . ( الخطبة 16 ، 57 ) فإن رأى أحدكم لأخيه غفيرة ( أي زيادة ) في أهل أو مال أو نفس ، فلا تكوننّ له فتنة .
( الخطبة 23 ، 68 ) ولبئس المتجر أن ترى الدّنيا لنفسك ثمنا ، وممّا لك عند اللَّه عوضا . ( الخطبة 32 ، 86 ) فلتكن الدّنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ ( هو ثمر السنط يدبغ به ) وقراظة الجلم ( هو المقصّ الذي يجزّ به الصوف ) . واتّعظوا بمن كان قبلكم ، قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم . وارفضوها ذميمة ، فإنّها قد رفضت من كان أشغف بها منكم . ( الخطبة 32 ، 87 ) والدّنيا دار مني لها الفناء ، ولأهلها منها الجلاء ، وهي حلوة خضراء . وقد عجلت للطَّالب ، والتبست بقلب النّاظر ، فارتحلوا منها بأحسن ما بحضرتكم من الزّاد ،

888

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 888
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست