responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 887


الزارع بزرعه : « الدنيا مزرعة الآخرة » . أو علاقة التاجر بالمتجر : « الدنيا متجر أولياء اللَّه » . أو علاقة المسابق بميدان السباق : « ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السباق ، والسبقة الجنّة والغاية النار » . أو علاقة العابد بالمسجد : « الدنيا مسجد أحباء اللَّه » .
إذن فالدنيا ليست عدوّة للانسان ولا ظالمة له ، إلَّا بمقدار ظلمه لنفسه وعدم استفادته منها .
ولذلك حين سمع الإمام ( ع ) شخصا يذمّ الدنيا زجره وقال له : أنت أجدر بالذمّ من الدنيا .
النصوص :
قال الإمام علي ( ع ) : عند تلاوته : * ( يا أَيُّهَا الإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) * : يا أيّها الإنسان ، ما جرّأك على ذنبك ، وما غرّك بربّك ، وما أنّسك بهلكة نفسك . ( الخطبة 221 ، 423 ) ثم قال ( ع ) . . . وحقا أقول ما الدّنيا غرّتك ، ولكن بها اغتررت ، ولقد كاشفتك العظات ، وآذنتك على سواء . ولهي بما تعدك من نزول البلاء بجسمك ، والنّقص في قوّتك ، أصدق وأوفى من أن تكذبك أو تغرّك . ولربّ ناصح لها عندك متّهم وصادق من خبرها مكذّب . ولئن تعرّفتها في الدّيار الخاوية ، والرّبوع الخالية ، لتجدنّها من حسن تذكيرك ، وبلاغ موعظتك ، بمحلَّة الشّفيق عليك ، والشّحيح بك . ولنعم دار من لم يرض بها دارا ومحلّ من لم يوطَّنها محلَّا وإنّ السّعداء بالدّنيا غدا هم الهاربون منها اليوم . ( الخطبة 221 ، 424 ) وقال ( ع ) وقد سمع رجلا يذم الدنيا : أيّها الذّامّ للدّنيا ، المغترّ بغرورها ، المخدوع بأباطيلها أتغترّ بالدّنيا ثمّ تذّمّها أنت المتجرّم عليها ، أم هي المتجرّمة عليك متى استهوتك ، أم متى غرّتك أبمصارع آبائك من البلى ، أم بمضاجع أمّهاتك تحت الثّرى كم علَّلت بكفّيك وكم مرّضت بيديك تبغي لهم الشّفاء ، وتستوصف لهم الأطبّاء ، غداة لا يغني عنهم دواؤك ، ولا يجدي عليهم بكاؤك . لم ينفع أحدهم إشفاقك ، ولم تسعف فيه بطلبتك ، ولم تدفع عنه بقوّتك وقد مثّلت لك به الدّنيا

887

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 887
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست