responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 889


ولا تسألوا فيها فوق الكفاف ، ولا تطلبوا منها أكثر من البلاغ . ( الخطبة 45 ، 103 ) قال ( ع ) : ألا وإنّ الدّنيا قد تصرّمت ، وآذنت بانقضاء . وتنكَّر معروفها ، وأدبرت حذّاء ( أي مسرعة ) . فهي تحفز بالفناء سكَّانها ، وتحدو بالموت جيرانها . وقد أمرّ فيها ما كان حلوا ، وكدر منها ما كان صفوا . فلم يبق منها إلَّا سملة ( أي بقية ) كسملة الإداوة ( هو وعاء الماء الذي يتطهر به ) ، أو جرعة كجرعة المقلة ( المقلة : هي الحصاة يضعها المسافرون في آناء ، ويصبون عليها الماء ، فيشرب كل واحد مقدار ما يغمرها . يفعلون ذلك إذا قلّ الماء ) ، لو تمزّزها الصّديان لم ينقع ( أي إذا امتصّها العطشان لم يرتو ) .
فأزمعوا عباد اللَّه الرّحيل عن هذه الدّار المقدور على أهلها الزّوال ، ولا يغلبنّكم فيها الأمل ، ولا يطولنّ عليكم فيها الأمد . ( الخطبة 52 ، 108 ) ألا وإنّ الدّنيا دار لا يسلم منها إلَّا فيها ، ولا ينجى بشيء كان لها : ابتلي النّاس بها فتنة . . . فإنّها عند ذوي العقول كفيء الظَّلّ ، بينا تراه سابغا حتّى قلص ، وزائدا حتّى نقص . ( الخطبة 61 ، 116 ) ما أصف من دار أوّلها عناء ، وآخرها فناء . في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب .
من استغنى فيها فتن ، ومن افتقر فيها حزن . ومن ساعاها فاتته ، ومن قعد عنها واتته ، ومن أبصر بها بصّرته ، ومن أبصر إليها أعمته . ( الخطبة 80 ، 135 ) وقال ( ع ) عن الدنيا : . . . في قرار خبرة ودار عبرة ، أنتم مختبرون فيها ، ومحاسبون عليها ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 ) ثم قال ( ع ) : فإنّ الدّنيا رنق مشربها ، ردغ مشرعها . يونق منظرها ، ويوبق مخبرها .
غرور حائل ، وضوء آفل ، وظلّ زائل ، وسناد مائل . حتّى إذا أنس نافرها ، واطمأنّ ناكرها ، قمصت بأرجلها ، وقنصت بأحبلها ، وأقصدت بأسهمها ، وأعلقت المرء أوهاق ( أي حبال ) المنيّة . قائدة له إلى ضنك المضجع ، ووحشة المرجع ، ومعاينة المحلّ ، وثواب العمل . وكذلك الخلف بعقب السّلف . لا تقلع المنيّة اختراما ، ولا يرعوي الباقون اجتراما . يحتذون مثالا ، ويمضون أرسالا . إلى غاية الانتهاء وصيّور الفناء . ( الخطبة 81 ، 1 ، 137 )

889

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 889
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست