responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 393


( 136 ) وصية الإمام « ع » ووفاته قال الإمام علي ( ع ) يخاطب أصحابه : فإذا أنتم ألنتم له ( أي للإمام ) رقابكم وأشرتم إليه بأصابعكم ، جاءه الموت فذهب به ، فلبثتم بعده ما شاء اللَّه . ( الخطبة 98 ، 193 ) وقال ( ع ) قبيل وفاته : أيّها النّاس كلّ أمريء لاق ما يفرّ منه في فراره . والأجل مساق النّفس ، والهرب منه موافاته . كم أطردت الأيّام أبحثها عن مكنون هذا الأمر ، فأبى اللَّه إلَّا إخفاءه . هيهات علم مخزون . . . أنا بالأمس صاحبكم ، وأنا اليوم عبرة لكم ، وغدا مفارقكم غفر اللَّه لي ولكم إن تثبت الوطأة في هذه المزلَّة فذاك ( يريد من المزلة معافاته من جراحه ) ، وإن تدحض القدم فإنّا كنّا في أفياء أغصان ، ومهابّ رياح . وتحت ظلّ غمام . اضمحلّ في الجوّ متلفّقها ( المتلفق : المنضم بعضه على بعض ) ، وعفا في الأرض مخطَّها ( يريد أن شأن الدنيا الزوال ) . وإنّما كنت جارا جاوركم بدني أيّاما ، وستعقبون منّي جثّة خلاء : ساكنة بعد حراك ، وصامتة بعد نطق . ليعظكم هدوّي ، وخفوت إطراقي وسكون أطرافي . فإنّه أوعظ للمعتبرين من المنطق البليغ والقول المسموع .
وداعي لكم وداع أمريء مرصد للَّتلاقي . غدا ترون أيّامي ويكشف لكم عن سرائري ، وتعرفونني بعد خلوّ مكاني ، وقيام غيري مقامي . ( الخطبة 147 ، 261 ) من كلام له ( ع ) قاله قبل وفاته على سبيل الوصية ، لما ضربه عبد الرحمن بن ملجم : وصيّتي لكم ألَّا تشركوا باللَّه شيئا . ومحمّد - صلَّى اللَّه عليه وآله - فلا تضيّعوا سنّته .
أقيموا هذين العمودين ، وأوقدوا هذين المصباحين ، وخلاكم ذمّ .
أنا بالأمس صاحبكم ، واليوم عبرة لكم ، وغدا مفارقكم . إن أبق فأنا وليّ دمي ، وإن أفن فالفناء ميعادي . وإن اعف فالعفو لي قربة ، وهو لكم حسنة ، فاعفوا

393

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست