responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 192


. . . وبعث إلى الجنّ والإنس رسله ، ليكشفوا لهم عن غطائها ( أي الدنيا ) وليحذّروهم من ضرّائها ، وليضربوا لهم أمثالها ، وليبصّروهم عيوبها ، وليهجموا عليهم بمعتبر من تصرّف مصاحّها وأسقامها ، وحلالها وحرامها . وما أعدّ اللَّه للمطيعين منهم والعصاة ، من جنّة ونار ، وكرامة وهوان . ( الخطبة 181 ، 330 ) فلو رخّص اللَّه في الكبر لأحد من عباده لرخّص فيه لخاصّة أنبيائه وأوليائه . ولكنّه سبحانه كرّه إليهم التّكابر ، ورضي لهم التّواضع . فألصقوا بالأرض خدودهم ، وعفّروا في التّراب وجوههم . وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين ، وكانوا قوما مستضعفين .
قد اختبرهم اللَّه بالمخمصة ، وابتلاهم بالمجهدة . وامتحنهم بالمخاوف ، ومخضهم بالمكاره . ( الخطبة 190 ، 2 ، 362 ) ولم يرسل الأنبياء لعبا ، ولم ينزل الكتاب للعباد عبثا . ( 78 ح ، 578 ) ( 50 ) بعثة النبي ( ص ) وحال العرب قبل بعثته - الجاهلية قال الإمام علي ( ع ) : إلى أن بعث اللَّه سبحانه محمّدا رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - لإنجاز عدته ( الضمير راجع للَّه تعالى ، والمراد : وعد اللَّه بإرسال النبي ( ص ) على لسان الأنبياء السابقين ) ، وتمام نبوّته . مأخوذا على النّبيّين ميثاقه ، مشهورة سماته ، كريما ميلاده .
وأهل الأرض يومئذ ملل متفرّقة ، وأهواء منتشرة ، وطرائق مشتّتة . بين مشبّه للَّه بخلقه ، أو ملحد في اسمه ، أو مشير إلى غيره . فهداهم به من الضّلالة ، وأنقذهم بمكانه من الجهالة . ثمّ اختار سبحانه لمحمّد - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - لقاءه . ورضي له ما عنده ، وأكرمه عن دار الدّنيا ، ورغب به عن مقام البلوى ، فقبضه إليه كريما - صلَّى اللَّه عليه وآله - ، وخلَّف فيكم ما خلَّفت الأنبياء في أممها ، إذ لم يتركوهم هملا ، بغير طريق واضح ولا علم قائم . ( الخطبة 1 ، 32 ) وقال ( ع ) عن بعثة النبي ( ص ) وأحوال الجاهلية قبله : وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ،

192

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست